بانتظار وضع المزيد منها في الخدمة.. تأهيل آبار “الحزام الأخضر” في درعا ينعش آمال مزارعي الأشجار المثمرة
درعا – عمار الصبح:
أنعشت الآبار التي جرى تأهيلها في مشروع الحزام الأخضر المحيط بمدينة درعا، آمال مزارعي الحزام بعودة الحياة إلى أراضيهم المزروعة بالأشجار المثمرة، في وقت يتطلعون فيه إلى تأهيل المزيد من الآبار الموجود في المنطقة والتي خرجت عن الخدمة في سنوات سابقة.
مزارعون أشاروا إلى أن الآبار التي جرى تأهيلها وإدخالها في الخدمة حتى الآن، ساهمت بإنعاش المنطقة من جديد، ما شجعهم على العودة للاهتمام بأراضيهم المزروعة بالأشجار المثمرة، وخصوصاً الزيتون، وترميم الأشجار القديمة واستبدالها لتعويض الفاقد، حيث شهد العام الحالي إقبالاً لافتاً على الزراعة، وخاصة بعد الأسعار الجيدة التي سادت في الموسم الأخير للثمار والزيت، مبينين أن هذه الغراس تحتاج إلى مصدر مائي مناسب لريّها، وهو يتمثل بآبار الحزام الأخضر المحفورة منذ زمن طويل، وقد تم تأهيل عدد منها، فيما لا يزال عدد آخر بحاجة لإعادة تأهيل من أجل إدخاله حيز الاستثمار.
ويشكل مشروع الحزام الأخضر الذي بُدىء العمل به عام 1983 واحداً من أهم مشاريع التشجير المثمر في المحافظة، ويضم 19 قرية ويمتد على طول 40 كيلو متراً وعرض يتراوح بين 10 و 15 كيلو متراً بمحاذاة الحدود الأردنية، ويستفيد منه أكثر 5400 مزارع، وكان يعد من المشاريع الزراعية الهامة في المحافظة التي جرى تنفيذها دعماً للمزارعين بعد عمليات الاستصلاح وحفر وتجهيز الآبار في أراضي المزارعين التي يمتد عليها المشروع لتصبح صالحة لزراعة الأشجار المثمرة والتي يتصدرها الزيتون.
وتبلغ مساحة الأراضي المستصلحة ضمن مشروع الحزام الأخضر، حسبما ذكر رئيس دائرة التشجير المثمر في مديرية الزراعة المهندس عساف العاسمي، قرابة ١٠٠ ألف دونم، وهي مزروعة بالأشجار المثمرة، وخصوصاً الزيتون حيث تضم مليوناً و٧٠٠ ألف شجرة زيتون، و٨٠٠٠ شجرة فستق حلبي و٧٠٠٠ شجرة لوز و٧٠٠٠ شجرة رمان، إضافة إلى ٩٠٠٠ شجرة تين.
وبيّن العاسمي أن عمليات تأهيل آبار الحزام الأخضر متواصلة، وتتم حسب الإمكانيات المتاحة وحسب الأولوية، إذ جرت عمليات تأهيل ٩ آبار في منطقة الحزام من أصل ٣٠ بئراً كانت خرجت عن الخدمة تماماً في سنوات سابقة، لافتاً إلى أن عدداً من الآبار التي وضعت في الخدمة جرى تأهيلها بالتعاون مع فرع الهلال الأحمر، فيما جرى تأهيل آبار أخرى بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية.
وأشار العاسمي إلى أن معظم الآبار التي أُعيد تأهيلها، زودت بمنظومات طاقة شمسية وتجهيزات كهربائية وميكانيكية كاملة، معرباً عن أمله بتأهيل آبار أخرى ضرورية في الفترة القادمة، وخاصةً مع عودة المزارعين لترميم مزارعهم المتضررة، وكذلك قيام آخرين بزراعة مساحات كبيرة جديدة تفوق المساحات التي تعرضت للتلف والجفاف.