نقطة نظام…
تشرين- ادريس هاني:
– لا يشغلني صعود اليمين المتطرّف في أوروبا، لا ندري أين يكمن الخير في صلب هذا التناقض المريع، ما أن يركبوا صهوة السلطة حتى تتغيّر السياسات، إنّ خطاب المعارضة غالباً ما يكون مرتفعاً، وفي نهاية المطاف هم يشبهون بعضهم.
– لا يشغلني المسرح الديمقراطي، التخاطب الفرجوي بين رئيسين كلاهما لا يملك قراراً، وكلاهما يزايد على الآخر بسياسة العدوان، لا شيء مهمّاً.
– لا تشغلني يوميات الانتخابات بإيران، ففي نهاية المطاف، وأيّاً كان الرئيس، لن يخرج عن الإطار العام المحروس من إرادة وفيّة لمبادئها، كلّ التخوّفات يمكن أن ترمى في البحر.
– لعل واحداً من أسباب اشتغال الذهن العربي بالوعي اليومي، بدُنيا السياسات لا أعاليها، ببداياتها لا بغاياتها، بحوادثها الآنية لا بتركيبها التاريخي، هو النذالة، سنستنزف إذن في المقاربات الخطأ.
– لماذا يفقد الفاعلون في بيئتنا لياقتهم، لماذا يتكلّفون، هل هم هاربون من طبيعتهم، هل الطبيعة لم تمكنهم من أدوات التواصل الجدّي؟ لماذا كل هذا القرف والكآبة؟
– لماذا ينتصر الكاذب دائماً في البيئة الهشة؟ إنه يعرف ضحاياه جيداً، ليس بالضرورة البسطاء، بل إن «كوفيد ١٩» كان يعتمد في تنقله على بكتيريا ضائعة، ودائماً وفي كل ضيعة ضائعة يستعمل الكذّاب الطمّاع في إكمال اللعبة.
– لكي نتعلم كيف نحب العالم، علينا أن نتخفف من أنانيتنا، من أطماعنا، من غبائنا، من عقدة حقارة، فهذه مهمة صعبة، لذلك يفشل الطغّام في الحب والسياسات.