“جمعية بيت الخط العربي والفنون” توقّع “مهرجان الفن التشكيلي” بنسخته الرابعة
تشرين- رنا بغدان:
لكل صنف من أصناف الجمال مهرجان يتبارى ويتباهى بإبراز كل ما يلفت إليه الأنظار، من هنا كان للريشة والألوان مهرجان سنوي يعدّ حصادًا لما زرعته أنامل ورؤى وأفكار وأحاسيس من أبدعها في” جمعية بيت الخط العربي والفنون” التي تجسد بحق أسرة ينتمي إليها كل من دخلها… من هنا تختتم اليوم الخميس في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق فعاليات “مهرجان الفن التشكيلي السنوي الرابع” الذي أقامته “جمعية بيت الخط العربي والفنون” بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق منطلقاً في المركز الثقافي العربي بـ” أبو رمانة” والذي استمر أسبوعين.
عن هذا المهرجان وفعالياته تحدثت الفنانة والخطاطة ريم قبطان رئيس مجلس إدارة الجمعية وعضو أصيل في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وعضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية فقالت:
افتتحت الجمعية أولى فعالياته بمعرض فني جماعي لطلاب الجمعية والفنانين الشباب واليافعين والأطفال بعنوان “إبداعات شبابية” بحضور ٤٠ مشاركاً, وقد تنوعت الأعمال بين الرصاص وألوان الخشب والألوان المائية والإكرليك والزيتي بقياسات وحجوم متفاوتة وخامات متعددة, أما المواضيع فكانت من مدارس متعددة منها الواقعية والانطباعية والتعبيرية والوحشية و التكعيبية وقد نسخ بعض الفنانين الشباب تجارب عالمية كلٌ بأسلوبه ورؤيته الخاصة تحت إشراف أساتذة وفنانات الجمعية نذكر منهن: ونسه عابد, إلهام شرارة, زمزم الحاج, مايا الأحمد, ريم قبطان. وقد تميز المعرض بمشاركة مجموعة من الأطفال الموهوبين بأعمار تتراوح بين (٨-١٢) سنة معززين بذلك فطرتهم بتنفيذ أعمال فنية مفعمة بالروح والجمال.. أما الفعالية الثانية فقد انطلقت بافتتاح معرض فردي للفنانة غنى السقا أميني وهي من أعضاء الجمعية, وهو رابع معرض فردي ترعاه الجمعية ضمن خطة عملها لدعم الفنانين المنتسبين إليها.
وتتابع الفنانة قبطان قائلة:
ترافقت مع فعاليات الأسبوع الأول “ورشة عمل فنية مجانية للأطفال” استمرت يومين في حديقة المركز بمشاركة ١٠ أطفال تم تكريمهم في نهاية الورشة. كما افتتح معرض الفنانين أعضاء الجمعية والفنانين الضيوف بمشاركة ٢٥ فناناً و فنانة قدموا ٤٥ عملاً فنياً متعدد المدارس والقياسات وطرائق التنفيذ حيث تحرص الجمعية كل عام لإقامة هذه التظاهرة الفنية لعرض جميع الإبداعات, وقد شاركتُ بعملين كبيرين موشحين بالزخارف والخطوط أولهما واقعي منفذ بالألوان الزيتية مع إضافة الخط الديواني وثانيهما تعبيري بألوان الإكرليك والأحبار المختلفة مموج بخط النستعليق.
واليوم تُختتم في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق فعاليات المهرجان بورشة عمل للفنانين الشباب بعنوان “لن نرحل” حيث سيشاركون برسم لوحات مباشرة تعبّر عن قضية غزة وأهلنا في فلسطين وسيتم عرض الأعمال وتوزيع شهادات المشاركة وتكريم أفضل ثلاثة أعمال منجزة.
الفنانة التشكيلية المهندسة ونسه عابد عضو الجمعية ومدرّسة فيها قالت:
تأتي أهمية المعرض لكونه نتاج اجتهاد ومثابرة طلابنا خلال سنة كاملة ولكونه فرحة لهم برؤية لوحاتهم وقد سلطت عليها الأضواء وهي تنال إعجاب المتلقين وهو جهد مشترك بين الطالب والمدرّس ما يسهم في بناء شخصية قوية تدعم شخصياتهم الفنية, كما أن له دورًا في رفع معنوياتهم ودفعهم إلى الأمام لتزداد رغبتهم بالتطور والاستمرار وذلك من خلال عرض أعمالهم مع أعمال أساتذتهم وغيرهم من الفنانين المعروفين على الساحة الفنية.. وقد شاركتُ بلوحتين رسمتهما بتقنية الألوان الزيتية تناولت فيهما الخيل وما يرمز له من القوة والاندفاع والجمال والحركة والأصالة.
الفنانة التشكيلية غنى السقا أميني تحدثت عن معرضها الفردي فقالت:
حمل المعرض عنوان “الطبيعة واللون” وقد ضمّ ٢٩ عملاً فنياً خُصصت للمناظر الطبيعية بمشهد بانورامي يجمع تكوينات الجبال والسهول والأشجار والمياه والغيوم، وابتعدت مختلف الأعمال عن التسجيل الحرفي لإظهار البصمة الفنية الخاصة بي عبر تنوع الأساليب ما بين الانطباعية والتجريد والتبسيط اللوني والميل للواقعية مستفيدة من الغنى اللوني في الطبيعة لأصقل أدواتي ومهارتي وأظهر أسلوبي الفني، وفي اللوحات الكبيرة استخدمتُ التبسيط اللوني والتركيز على بُعد المشهد ضمن المساحات والفضاء الواسع من دون الدخول بعمق التفاصيل.
يذكر أن “جمعية بيت الخط العربي والفنون” هي أول جمعية أهلية في سورية تُعنى بنشر ثقافة فنون الخط العربي والفنون الأخرى المتعلقة به من فنون تراثية وتشكيلية وفنون الزخرفة.
وتستهدف الجمعية كافة شرائح المجتمع السوري على تنوع أعمارهم ومشاربهم التعليمية والثقافية، ونعنى بشكل خاص بجيل الأطفال و اليافعين والشباب بهدف تطوير مهاراتهم ووضعها في الإطار الصحيح لمواكبة الفنون العالمية.
وذلك عن طريق فعاليات متعددة منها ورشات العمل المجانية و الدورات المأجورة أجورًا رمزية في الفنون التشكيلية والرسم للكبار والصغار والخط العربي والتصميم بالإضافة لرسم و تصميم الأزياء والمحاضرات و الندوات التثقيفية والمشاركة في المهرجانات التي تحوي العديد من المعارض الفردية و الجماعية و الفعاليات المتنوعة. وقد قامت الجمعية بتطوير مهارات الشباب الدارسين في الورشات المجانية بإشراف الأساتذة المختصين ليتابعوا بدورهم الإشراف على الأطفال الأصغر منهم عمراً في صالات المراكز الثقافية في دمشق، بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق من أجل تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم وتشجيعهم على ثقافة التطوع والعطاء .
كما أن الجمعية تقيم سنوياً مهرجانات خاصة بالفنون التشكيلية وفنون الخط العربي بهدف تشجيع المشاركة من قبل الأساتذة والفنانين الشباب وخلق صلة وصل بينهم للاستفادة من خبراتهم وصقل معارفهم وتتضمن هذه المهرجانات معارض فنية و ورشات عمل مجانية وندوات ثقافية وملتقيات مجانية للأطفال لتعريف هذه الشريحة بالفنون الأصيلة في بلدنا الحبيب.