الاعتداء الإرهابي على سيفاستوبول.. هكذا يريدون انتشال نظام زيلينسكي من الهزيمة؟!

تشرين:

يبدو أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كل من كوريا الديمقراطية وفيتنام، كانت من الإزعاج والإقلاق بما يكفي لتبدأ الولايات المتحدة الأميركية سلسلة «ردود على الأرض» إذا جاز لنا التعبير، ومن أوكرانيا كما هو متوقع، وبصورة تعمدت الإعلان عن نفسها لتكون رسائل أميركية «إرهابية» ضد روسيا، إلى جانب التوضيح بأن هذه الردود بدأت وستتخذ مساراً تصاعدياً، وقد نشهد في قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» المقرر انعقادها الشهر المقبل في واشنطن، إجراءً على مستوى قبول عضوية أوكرانيا في الحلف، ولو بصورة مبدئية على الأقل. هذا ما سبق وأشار إليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أيار الماضي.. وجدده أمس الإثنين مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا و أوروسيا جيمس براين.

وعليه بدا مفهوماً أن يأتي رد واشنطن على الاعتداء الإرهابي الذي شنه نظام زيلينسكي أمس الأول/ الأحد، على مدينة سيفاستوبول/ القرم، بصواريخ (أتاكامز – ATACMS) الأميركية.. بدا مفهوماً ذلك البرود وإظهار اللامبالاة من قبل واشنطن في تعليقها على هذا الاعتداء، حيث اكتفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية/البتناغون، بالقول: نحن على علم بما حدث، وليس لدينا ما نقوله.

وعملياً فإن واشنطن لا تحتاج لقول شيء. صورايخ الـ « ATACMS» تقول، والإذن الأميركي لنظام كييف باستخدام أسلحة أميركية ضد الأراضي الروسية يقول أيضاً.. وتجميد الأصول الروسية ومنحها لنظام كييف على شكل قروض وبما يديم الحرب، ويجعل زيلينسكي أكثر تعنتاً، يقول أيضاً.. والإشارات الأميركية لزيلينسكي والتي تعده بعضوية الناتو، تقول أيضاً.

كل هذا وغيره كثير، يقول ما لا يحتاج البنتاغون لقوله، فالدور الأميركي في هذا الاعتداء الارهابي واضح جداً. وهذا موقف أبلغته موسكو لواشنطن عبر السفيرة الأميركية في روسيا، لين تريسي، التي تم استدعاؤها أمس إلى وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة: تم التأكيد للسفيرة الأميركية أن بلادها أصبحت بالفعل طرفاً في الصراع، وهي تزود القوات المسلحة الأوكرانية بأحدث الأسلحة، ويتم تنفيذ هذه المهمات من قبل متخصصين عسكريين أمريكيين، يتحملون مسؤولية متساوية مع نظام كييف عن الفظائع التي ترتكب ومنها الجريمة الدموية الجديدة لنظام كييف الذي استخدم صواريخ أميركية ضد السكان المدنيين في سيفاستوبول أدى لمقتل العشرات بينهم أطفال.

وأضافت وزارة الخارجية الروسية: تمَّ إبلاغ السفيرة بأن «مثل هذه التصرفات لن تمر من دون عقاب بالتأكيد».

الموقف نفسه، أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث قال إنّ تورط أميركا وأوكرانيا في الهجوم الإرهابي على سيفاستوبول ليس موضع شك. وأضاف في اجتماع مع نظيره البيلاروسي سيرغي ألينيك بأن الأسلحة التي تزود بها واشنطن النظام الأوكراني «لا يمكن استخدامها من دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأمريكيين، بما في ذلك قدرات الأقمار الصناعية».

وكانت وسائل إعلام غربية زعمت أن الهجوم الأوكراني على سيفاستوبول سيزيد المخاوف في واشنطن بشأن السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية ضد روسيا.

وحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية فإن الهجوم يجدد المخاوف في واشنطن بشأن تخفيف القواعد التي وضعتها لأوكرانيا فيما يخص استخدام المعدات الأمريكية لضرب أهداف في العمق الروسي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أوكرانيا تريد «مزيداً من الحرية» لضرب العمق الروسي، في حين أن واشنطن «تشعر بالقلق من أن يؤدي هذا إلى تصعيد الحرب».
لكن هذا الإعلام تجاهل بالمقابل، أو بعبارة أدق، مارس عملية استغباء، لقلب الوقائع، فيما واشنطن تبدو بعيده عن هذه المزاعم، وأكثر علنية في إبراز دورها في هجوم سيفاستوبول، وفي هجمات لاحقة قد تقع في الأيام المقبلة.
وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا جيمس أوبراين، قال أمس إنّ الولايات المتحدة تتوقع أن تسفر قمة الناتو في تموز المقبل عن قرار إيجابي بشأن عضوية أوكرانيا المستقبلية في الاتحاد الأوروبي.
وقال في مؤتمر صحفي: أتوقع أنه نتيجة لقمة الناتو، سيتم اتخاذ قرار إيجابي من الاتحاد الأوروبي بشأن عضوية أوكرانيا. وتالياً هذا سيسمح «بوضع جسر واضح » للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأضاف: الولايات المتحدة تعتقد أن عائدات الأصول الروسية المجمدة يجب أن تسمح لأوكرانيا بمواصلة العمليات العسكرية حتى عام 2025.

وتابع: لقد رأينا دول مجموعة السبع توافق على جمع الموارد اللازمة لمواصلة هذه المعركة، وهذا القرار، الذي نأمل أن يتم تأكيده قريباً، يهدف إلى استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لإنشاء تسهيل ائتماني يسمح لأوكرانيا بتلقي 50 مليار دولار من الأموال.

وفي 9 حزيران الجاري، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه توصل إلى اتفاق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لنقلها إلى كييف.

وكان الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، جمدوا ما يقرب من نصف احتياطيات النقد الأجنبي الروسية البالغة نحو 300 مليار يورو، وذلك بعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

ويوجد نحو 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، معظمها في حسابات يوروكلير البلجيكية – وهي واحدة من أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم.

وحتى وقت قريب، كان الاتحاد الأوروبي يناقش سبل استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل عملية إعادة إعمار أوكرانيا فقط.

وحذر البنك المركزي الأوروبي من أنّ هذا قد يشكل مخاطر على سمعة العملة الأوروبية على المدى الطويل، ودعا إلى «النظر إلى ما هو أبعد من هذا الصراع» والبحث عن طرق أخرى لتمويل نظام كييف.
وتجدد روسيا التأكيد بأن اتخاذ مثل هذه القرارات «سيكون خطوة أخرى في انتهاك جميع قواعد وأعراف القانون الدولي».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار