بعد صرف ٢٢٠ مليار ليرة قيمة تسويق ١٠5 آلاف طن.. هل أقفلت حماة أبواب مراكز استلام قمحها؟

حماة – محمد فرحة:

نأمل أن يعدّل فرع “إكثار بذار” حماة بعضاً مما كان متوقعاً من إنتاج القمح في مجال المحافظة، لطالما قد توصد أبواب مراكز الاستلام وتقفل بعد أن استلمت مئة وخمسة آلاف طن، ولذلك ستبقى عيون المعنيين في حماة تراقب ما إن كانت الكميات التي تسوّق اليوم كقمح إكثاري لفرع حماة توصل إلى الرقم الذي كان متوقعاً، وهو ١٥٠ ألف طن في الحدود الدنيا.

في لغة الأرقام بينَ ما تم تسويقه العام الماضي وما تم تسويقه هذا العام فارق كبير، أقل ما يقال عنه لا يتعدى الخمسين بالمئة ، إذ تم تسويق ٢٢٣ ألف طن العام الماضي، من دون أن يتوافر للمحصول ما توافر له هذا العام وفقاً لحديث المعنيين في وزارة الزراعة، وغالباً ما كانت أصابع الاتهام تتوجه إلى الظروف المناخية، عندما تخيب توقعات المعنيين بإنتاج وفير.

هذا قد يكون أحد الأسباب، ولكن ليس كلها بل بعضاً منها، فالإمارات العربية المتحدة والجزائر اللتان كنا نصدّر لهما فائض قمحنا، أصبحتا اليوم لديهما الاكتفاء الذاتي ونحن نستورد، وهذا غير سار، حدث هذا عندهما لأنهما ركزتا على دعم المزارعين وتوفير كل احتياجات المنتجين، فعندما وفرت سورية للقطاع الزراعي كل متطلباته بالدين الآجل كان الإنتاج وفيراً.

وكي لا نبعد عن صلب ما بدأنا به، فقد بلغ إجمالي ما تم تسويقه من قمح في مجال محافظة حماة حتى صباح اليوم الثلاثاء مئة وخمسة آلاف طن، وفقاً لحديث عضو المكتب التنفيذي في حماة للقطاع الزراعي الدكتور أحمد العموري.

وزاد على ذلك بأن عملية التسويق لم تعد لافتة، بضعة جرارات في اليوم، وقد كنا نتوقع إنتاجاً أكثر قياساً مع مجريات الظروف الأولى التي توافرت للمحصول من أمطار ومناخ ، لكن المتغيرات المتسارعة عند فترة نضج المحصول، كانت السبب الذي فوّت علينا كل ما كنا نتوقعه ونتمناه من إنتاج وفير.

غير أن ما ذكره مدير المصرف الزراعي في حماة محي الدين الراجح كان أكثر دلالة، حين أشار إلى أن إجمالي ما تم صرفه قيمة الحبوب المسوّقة، بلغ ٢٢٠ مليار ليرة فقط في جميع مصارف المحافظة، كان مصرف حماة بيضة القبان فيها، حيث بلغ ٦٢ ملياراً، يليه مصرف زراعي الغاب ٤٦ ملياراً، وتراوحت صرفيات بقية المصارف بين الـ / ١١ – ٣١ / ملياراً، في حين كان مخصصاً لمصارف حماة ٣٤٧ ملياراً، وتطرق الراجح إلى أن التحويلات باتت قليلة جداً، وكذلك عملية التسويق التي انتهت تقريباً.

بالمختصر المفيد؛ مازلنا بعيدين جداً عن استنباط أصناف من القمح تتحدى المناخ، بل تُجاريه أو تتحمّله، وكل ما أُشيع ويشاع بهذا الخصوص هو مجرد “حكي ..بحكي” وإن كان غير ذلك فهاتوا براهينكم لتثبتوا صحة ذلك.

فمنذ سنتين والحديث يدور ويتركز حول الوصول لأبحاث علمية زراعية، تتعلق بأصناف القمح العالي الإنتاج والمقاوم للمناخ، فعندما يعطي الدونم ستين كيلو غراماً، هل هذا مقاوم للمناخ أو تحمّله؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار