بعد إطلاقه للمرة الأولى في بريطانيا.. ما هو لقاح مرض السرطان وكيف يعمل؟
تشرين:
تعد لقاحات السرطان شكلاً من أشكال العلاج المناعي، وعلى عكس اللقاحات التي تحمي من العدوى، مثل لقاح كوفيد-19، تعالج لقاحات السرطان الأشخاص المصابين بالمرض بالفعل.
وهذه اللقاحات مصممة لمساعدة الجهاز المناعي للمريض على التعرف على الخلايا السرطانية ثم قتلها، ومنعها من العودة، حسب ما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويتم تصميم الجرعات خصيصاً لكل شخص، وعادةً في غضون أسابيع قليلة، ولإنتاجها تتم إزالة عينة من ورم المريض أثناء الجراحة، يليها تسلسل الحمض النووي، وفي بعض الحالات يتم استخدام الذكاء الاصطناعي، والنتيجة هي حقنة شخصية مضادة للسرطان خاصة بالورم الذي يعاني منه المريض.
وتعمل لقاحات السرطان عن طريق إرسال تعليمات أو مخطط إلى خلايا المريض لإنتاج مستضد أو بروتين يمكنه تمييز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية، والحقن التي تحفز جهاز المناعة على العمل.
يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة يمكنها التعرف على الإصدارات غير الضارة من المرض ومهاجمتها، وبمجرد أن يقوم جسم المريض بتكوين هذه الأجسام المضادة يمكنه التعرف على المرض في حالة عودته.
ويدرس العلماء العديد من الأنواع المختلفة من لقاحات السرطان، وكيف يمكن أن تعمل بأشكال مختلفة من السرطان، ويعتقدون أنها يمكن أن تكون فاعلة في مجموعة من أنواع السرطان، كسرطان القولون والمستقيم والرئة والمثانة والبنكرياس والكلى.
وقد بدأ الأطباء أيضاً بتجربة أول لقاح شخصي لسرطان الحمض النووي الريبوزي «mRNA» في العالم لعلاج سرطان الجلد، وأشاد الخبراء بإمكانيات «تغيير قواعد اللعبة» في علاج سرطان الجلد بشكل دائم، بينما وجدت تجربة المرحلة الثانية أن اللقاحات قللت بشكل كبير من خطر عودة السرطان لدى مرضى سرطان الجلد.
وأعلنت الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا، عن إطلاق أول لقاح ضد السرطان في العالم بعد الجراحة.
ووفقاً للخدمة الصحية، فإن اللقاح الجديد علاج مناعي مصمم لتحفيز جهاز المناعة لتحديد موقع الخلايا السرطانية ومكافحتها، ما يقلل من فرص عودة المرض الخبيث ثانية، مضيفة: على عكس اللقاحات ضد الإنفلونزا، أو كورونا، لمنع الإصابة بالمرض فإن اللقاح ضد السرطان يعالج المصابين بالفعل من المرض.
وأوضح إيان فوكس المدير التنفيذي للأبحاث والابتكار في مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، آلية عمل اللقاح قائلاً: إنه من لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال، وينبه الجهاز المناعي لاكتشاف السرطان واستهدافه في مراحله الأولى، ويحتوي اللقاح على جزء غير ضار من الجرثومة أو الفيروس، ويتعرف عليها الجهاز المناعي ويستجيب لها عن طريق إنتاج الأجسام المضادة.
وأشار فوكس إلى استخدام هذا العلاج جنباً إلى جنب مع الجراحة، والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، لمنع عودة السرطان، وقد تكون له آثار جانبية أقل من العلاجات الأخرى.
ورغم ذلك، لا تزال الأبحاث في مرحلة مبكرة، لذا فإن اللقاحات متاحة بشكل أساسي كجزء من التجارب السريرية، وتطلق هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطاني «NHS» مخططًاً يمنح آلاف المرضى في بريطانيا إمكانية الوصول إلى تجارب لقاح السرطان.
ويعد مخطط «NHS» في بريطانيا هو الأول من نوعه في كل أنحاء العالم، ويهدف إلى تجنيد الآلاف من مرضى السرطان من خلال خدمة التوفيق التي تضعهم بالتجارب السريرية للقاحات التي يمكن أن تساعدهم.