خبير بيئي يدعو إلى تقييم الأثر البيئي للمشروعات الجديدة حفاظاً على البيئة
طرطوس- ثناء عليان:
بمناسبة اليوم العالمي للبيئة ألقى الدكتور محمد سليمان أستاذ علم البيئة في قسم الجغرافيا بجامعة طرطوس محاضرة بعنوان “دور التخطيط البيئي في الحفاظ على البيئة” في فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب أكد فيها وجود الكثير من الدوافع للأخذ بالتخطيط البيئي السليم والصحيح الذي يسهم في حماية البيئة، والمحافظة على التوازن والاستقرار البيئي الضروري لحياة جميع الكائنات الحية.
وأشار إلى أنّ سورية تعاني كغيرها من البلدان النامية من مشكلات بيئية خطيرة تتمثل في تلوث الماء والهواء والتربة، وتدهور الغطاء النباتي، والحيواني، وتراجع القدرة الإنتاجية في كثير من المحاصيل الزراعية، إضافة إلى مشكلات لها علاقة بالنفايات والتخلص منها ومعالجتها، وأخرى لها علاقة بمصادر الطاقة ونقصها وارتفاع أسعارها، وفي العجز المائي، وحتى في ضمان الأمن البيئي، لافتاً إلى أن وجود هذه المشكلات وبهذه الدرجة والشدة، يشير إلى وجود عيوب في التخطيط بشكل عام، وإهمال البعد البيئي والتخطيط البيئي بشكل خاص.
ومن الأسباب التي أدت لوجود عيوب في التخطيط البيئي -حسب سليمان- عدم وجود جهة محددة مسؤولة عن الأمور البيئية، وتداخل المسؤوليات والاختصاصات بين وزارة البيئة حالياً ووزارة الإدارة المحلية والبيئة وغيرها من الوزارات والجهات الأخرى، والزيادة السكانية الكبيرة ومعدلاتها المرتفعة، والتي تفوق معدلاتها حتى في الدول النامية، ما أدى إلى بروز الكثير من التجمعات السكانية العشوائية والتأخر في تنظيمها وتخطيطها البيئي وغير البيئي، وعدم رصد الميزانيات الكافية لمعالجة المشكلات البيئية والنهوض بأعباء التخطيط البيئي، وضعف الوعي البيئي بشكل عام، وتدني المشاركة الشعبية في الأنشطة البيئية.
وتحدث المحاضر عن دوافع والضرورات التي تستدعي التخطيط البيئي في محافظة طرطوس، مثل تراكم القمامة والنفايات الصلبة وعدم التخلص منها بشكل مناسب، حيث يبلغ نصيب الفرد منها، واحد كغ يوم تقريباً، وعدم معالجة مخلفات ونواتج الصرف الصحي “المنزلي والصناعي وغيره، “حيث يوجد نحو 10% فقط من الصرف الصحي في طرطوس” له مجمعات أو محطات معالجة أولية، وجميع الأنهار وبحيرات السدود المائية والوديان والمسيلات وغيرها تعاني من التلوث بمختلف أشكاله، كما أن البحر فيها يعاني من التلوث بمختلف أشكاله وهذا له تداعيات مختلفة، إضافة إلى معاناة بعض مناطق المحافظة من تلوث الهواء، خاصة الأماكن القريبة من المصانع “المحطة الحرارية ومصفاة النفط، ومعمل الإسمنت”، كما أن معظم الأراضي تعاني من التلوث والتملح والتصحر.
ولتحقيق مبدأ الوقاية خير من العلاج أكد سليمان أن هذا يستلزم إعداد دراسات تقييم الأثر البيئي للمشروعات الجديدة التي سيتم العمل عليها، بحيث يتم التعرف إلى ماهية الأضرار البيئية التي تنتج عنها لتفاديها مسبقاً، وبالتالي تفادي النفقات المالية التي كانت ستتطلب لمواجهة تلك الأضرار، كما أن مبدأ الاعتماد على الذات يساعد في تحقيق وفورات اقتصادية، فهو يدفع نحو الاعتماد على الخبرات والتقنيات المحلية بدلاً من صرف أموال طائلة في استيراد الخبرات والتقنيات الأجنبية، كما أن التخطيط البيئي يؤدي إلى وقف استنزاف الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها ويهتم بكفاءة استخدام الطاقة وتقليل الفاقد منها، وذلك يؤدي إلى خلق فرص اقتصادية.
كما يسهم التخطيط البيئي- برأي سليمان- في توسيع الفرص الاقتصادية للشباب، فعند تطبيق التخطيط البيئي السليم في بلد ما، فإن الشباب في هذا البلد سيحظون بالعيش في بيئة نظيفة وصحية، خالية من الأمراض المرتبطة بالتلوث البيئي.