مع بدء موسمها.. الفاكهة الصيفية تزيّن أسواق خضارنا.. لكنها أشبه بقوس قزح لمتعة الفرجة فقط
درعا – وليد الزعبي:
أخذت أسواق الخضار في محافظة درعا تشهد تشكيلة واسعة ومتنوعة من الفاكهة الصيفية التي تتعدد بين الخوخ والدراق والمشمش والكرز، وهي لا شك تلفت الانتباه وتشد الرغبة في تناولها، لكن هيهات أن يتحقق ذلك للأسر الفقيرة أمام أسعارها الملتهبة، بالرغم من أن المطروح منها هو من الإنتاج المحلي، الذي بدأ يتزايد في السنوات الأخيرة بعد تحول الكثير من الأراضي المروية إلى زراعة الأشجار المثمرة، ومنها الأصناف المذكورة آنفاً ويضاف لها الرمان الذي بات يتصدرها بكبر حجم المساحة والإنتاج، لكن إنتاجه يأتي متأخراً في أواخر الصيف.
وأشار عدد من الفلاحين إلى أن توجههم للتوسع بزراعة الأشجار المثمرة، ولاسيما الفاكهة التي لم تعهدها محافظة درعا بهذه الكثرة، هو المردود المادي الجيد والمضمون إلى حدّ كبير مع قلة الكميات المطروحة في الأسواق، حيث تتحقق لهم ريعية مجزية كما يمكن زراعة بعض الخضار بينها، على غير محاصيل الخضار التي تشبه زراعتها ضربة حظ، ففي بعض المواسم قد تكون بعائدية متميزة وفي أخرى قد لا تحقق رأس المال أو تلحق بهم خسائر لا تحتمل، وذلك حسب شدة الطلب ووجود منافذ تسويق خارجية.
لكن الفلاحين لم يغفلوا أن أشجار الفاكهة تلك من الأصناف التي تزرع في المحافظة (دراق وخوخ ومشمش) حساسة جداً لتقلبات الظروف المناخية وقد تصاب بالأمراض، ما يتطلب خبرات عالية لجهة أساليب الرعاية وطرق مكافحة الآفات والأمراض، ولا شك بأن تلك المكافحة تحتاج إلى تكاليف مرتفعة، وخاصة مع ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية، أضف إلى ذلك تكاليف الري العالية، حيث إن الأراضي التي ليس لدى أصحابها آبار مياه زراعية يضطرون مرغمين لشرائها واستجرارها بالساعة من آبار مجاورة، وذلك يجب أن يكون مسبوقاً بتركيب شبكة ري بالتنقيط وهي أيضاً بتكاليف باهظة، ناهيك بأجور الفلاحة غير القليلة التي ينبغي أن تتم بشكل دوري وغير متباعد للتهوية ولتلافي نمو أي أعشاب ضارة تنافس الأشجار وثمارها على الغذاء القليل أصلاً.
ويرى متابعون للشأن الزراعي في المحافظة أنه لا ضير بوجود مساحات محدودة من تلك الأشجار تؤمّن حاجة السوق المحلي إلى ثمارها، لكنهم لا يرون ضرورة لتوسعها كثيراً، لأنها ليست أولوية لسلة غذائنا، حيث إن التوسع فيها لا شك سيكون على حساب محاصيل أساسية مثل القمح أو رئيسية مثل البطاطا والبندورة وغيرهما من الخضار التي نحتاجها في تشكيل موائد أسرنا.
وأشاروا إلى أهمية وجود ضوابط في هذا المجال، تضمن التوازن في عملية زراعة المحاصيل على اختلافها، لتحقيق وفرة في الإنتاج الذي نحتاجه كأولوية، والمهم أيضاً الإسهام بالحفاظ على الأسعار بمستويات معقولة يمكن للمستهلك أن يتحملها.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، لفت إلى أن مزارعي المحافظة يتمتعون بخبرات جيدة حول تطبيق الأساليب الحديثة في زراعة الأشجار المثمرة وطرق رعايتها، بينما الجهات الإرشادية التابعة للمديرية جاهزة ومستعدة لتقديم المشورة الفنية، إن لجهة كيفية تنفيذ عمليات رعاية المحاصيل أو طرق الوقاية من الأمراض والإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات في حال وجودها، مبيناً أنه لا توجد جوائح أو أمراض مستعصية على صعيد الأشجار المثمرة، والأمراض التقليدية التي قد تظهر يتم التعامل معها ومعالجتها بالمبيدات المتوفرة في الأسواق، آملاً من الفلاحين توخي الدقة عند شراء المبيدات والتأكد قدر المستطاع بأنها من مصادر موثوقة لتكون بالفاعلية والجدوى المطلوبة.
من جهته، ذكر رئيس دائرة الإنتاج النباتي المهندس وائل الأحمد، أنه يتوفر لدى المشاتل الحكومية عدة أنواع من الغراس المثمرة مثل الزيتون والرمان والتين والإجاص والجوز والفستق الحلبي، وتباع بأسعار دون التكلفة، دعماً وتشجيعاً للفلاحين، علماً أن إجمالي المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة يبلغ حوالي ٢٤ ألف هكتار أكثر من ٩٠٪ منها أشجار زيتون، والباقي يتوزع بين العنب والرمان، إضافة إلى الدراق والخوخ والمشمش والإجاص والجوز، ويصل عدد الأشجار المثمرة منها إلى ما يقارب ٥ آلاف شجرة مثمرة بإنتاجية متوسطة من كل الثمار تقدر بحوالي ٥٤ ألف طن.