فن الجرافيت.. رسائل بريد على الجدران

تشرين – وصال سلوم:
الجرافيت هو فن حاضر وموجود على الجدران، انتشر بكثرة في ستينيات القرن الماضي وتزينت به شوارع الغرب بطريقة عفوية وارتبط بموسيقا الهيب هوب، وصار مساحة حرة لمن يريد التعبير دون ذكر اسمه، ولقد تم تداوله بدراسات نقدية كثيرة متعددة الرؤية إلا أنها كانت في أغلبها نقاشات بحثية شخصية، ومابين الرفض والقبول لمثل هذه الجداريات، إلا أنها حققت حضورا صريحا لتكون أداة من أدوات الفن لفهم خبايا الذات وملامح المجتمعات، حيث إن الفن هو الوسيلة الأجدى لفهم طبيعة الإنسان خاصة الفضول لكشف ماورائيات الغضب والفرح والوجدان، فكان الجرافار ممارس فن الرسم افصاحا ناطقا بالخطوط البصرية والكلمات حسب خلفيته الثقافية والاجتماعية الذي يرسم بانفعالية تلامس المجتمع،مزيجا مابين العشوائية والتنظيم منمقا بألوان وتصاميم خاصة لاتشبه غيرها، وقد وصل فن الجرافيت البلدان العربية، وتزينت به جدران تونس والقاهرة وفلسطين، وفي دمشق، أتقن الفنان (موفق مخول) وفريق ايقاع الحياة في تقديم فن الجرافيت بأبهى صورة، فكانت جداريته من مواد معاد تدويرها: زجاج وقطع سيراميك وبلاستيك ومرايا.. وتزينت جدران دمشق في حي المزة والتجارة والمدارس والحدائق وتحت الجسور، بأجمل جداريات الجرافيت، ومع أن فن الجرافيت يعود لأوروبا، إلا أن جذوره قديمة تعود للانسان الأول الذي رسم على جدران الكهوف ومن ثم تطور فنيا واستخدمه المصريون والاغريق واليونان، وتميزت به سورية يوم نطقت جدرانها بأول أبجدية.
فن الجرافيت هو انفعال بشري يشترك فيه الجميع، شرط أن يكون فنا وليس تخريبا للمتلكات العامة، يصدر ثقافة المجتمع بلغة فنية نبيلة بعيدة عن التشويه وعن الإيحاءات الخادشة للحياء ومن شروطه أن تكون اللغة المكتوبة المصاحبة للرسومات خالية من الأخطاء النحوية والإملائية بألوان متفردة تضيف للجدران لمسة تجعلها حية وهي حجارة صماء..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار