توزيع عبوات مياه على الطلاب والتلاميذ المتقدمين للامتحانات في الحسكة
الحسكة – خليل اقطيني:
تزامناً مع بدء امتحانات طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة بجميع فروعهما، ومع استمرار انقطاع مياه الشرب من محطة مياه عللوك عن مدينة الحسكة وريفها الغربي، يقوم متطوعو فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة بتوزيع عبوات مياه الشرب على جميع التلاميذ والطلاب المتقدمين للامتحانات.
وذكر رئيس مجلس إدارة الفرع علي منصور أن المتطوعين يقومون بتوزيع عبوات المياه على جميع الطلاب والتلاميذ المتقدمين للامتحانات العامة لمختلف الشهادات، تعليم أساسي عام – تعليم أساسي شرعي – ثانوية عامة بجميع فروعها العلمية والأدبية والفنية والشرعية، والبالغ عددهم 22854 طالباً وتلميذاً في جميع المراكز الامتحانية المحدثة في المحافظة، البالغ عددها 211 مركزاً في مدينتي الحسكة والقامشلي.
مبيناً أن عدد العبوات التي تم توزيعها حتى الآن بلغ 37500 عبوة مياه شرب سعة 1.5 ليتر، إضافة إلى 125 ألف كأس كرتون، بهدف تأمين احتياجات الطلاب أثناء فترة الامتحانات من مياه الشرب، وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبالتعاون مع مديرية التربية.
على صعيد آخر أكد منصور أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وتنفيذاً لما تمليه عليها واجباتها الإنسانية لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء “حرب التعطيش” التي يشنها المحتل التركي ومرتزقته على أكثر من مليون إنسان في الحسكة وضواحيها وتل تمر وقراها، منذ احتلالهم منطقة رأس العين – شمال غرب الحسكة – في العاشر من تشرين الأول 2019، واستيلائهم على مصدر المياه الوحيد لهؤلاء السكان، وهو محطة المياه الواقعة في قرية عللوك شمال شرق رأس العين المحتلة. وانطلقت منذ وقوع هذه الحرب إلى العمل على عدة اتجاهات لمواجهتها والتخفيف من وطأتها على السكان.
موضحاً أن الاتجاه الأول هو تأمين مياه الشرب للسكان من كل المصادر المتاحة. فقد قام متطوعو إدارة المياه وإعادة التأهيل في فرع الهلال الأحمر العربي السوري، بتركيب خزانات مركزية في الشوارع والساحات سعة كل خزان 5 م3 بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة، ولاسيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العمل ضد الجوع AAH ويونيسيف. حيث بلغ عدد الخزانات المركبة 531 خزاناً، منها 131 خزاناً في وسط المدينة، و400 خزان في الأحياء التابعة لها.
وأضاف منصور: إن فرع الهلال الأحمر العربي السوري يقوم يومياً بتعبئة هذه الخزانات مرتين، مرة صباحاً ومرة مساءً بالمياه. حيث تبلغ الكمية التي تتم تعبئتها في كل خزان 1500 م3 وسط المدينة، و1200 م3 في الأحياء.
مشدداً على أن هذه المياه نقية وصالحة للاستهلاك البشري، وتتم مراقبتها صحياً بشكل حازم ودقيق، من قبل كوادر الهلال الأحمر العربي السوري، بالتعاون مع مؤسسة المياه ومديرية الصحة. حيث يتم قطف عدة عينات من هذه المياه بدءاً من المصدر حتى وصولها للسكان، وتحليل هذه العينات للتأكد من صلاحيتها للشرب ومطابقتها المواصفات القياسية السورية.
وفي هذا المجال – تابع منصور – عملت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري على زيادة كمية المياه الصالحة للشرب التي تقدم للسكان، عبر تركيب 16 محطة تحلية مياه بدعم من منظمة يونيسيف، باستطاعة 1.5 م3 في الساعة لكل محطة. لتضاف إلى محطات التحلية الأربع الكبيرة التي قامت الحكومة السورية بتركيبها، باستطاعة 10 م3 في الساعة لكل محطة، وجميع هذه المحطات تم تركيبها على الآبار التي حفرها مجلس مدينة الحسكة بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
لافتاً إلى أن الاتجاه الثاني الذي عملت عليه منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، هو العمل مع المنظمات الإغاثية والمجتمع الدولي، للضغط على الحكومة التركية لتحييد محطة مياه عللوك عن الصراعات السياسية، والسماح لكوادر مؤسسة المياه بالدخول إليها وتشغيلها. علماً أن المنظمة قامت عدة مرات بصيانة وإعادة تأهيل العديد من المعدات والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية في محطة مياه عللوك وإعادتها للعمل.
وأشار منصور إلى أن قيام المحتل التركي ومرتزقته بقطع المياه عن مليون إنسان في منطقة الحسكة وريفها الغربي، هو جريمة موصوفة مكتملة الأركان ضد الإنسانية، يعاقب عليها القانون الدولي، الذي كفل بمواد صريحة وواضحة لا لبس فيها (حصول الأفراد على كميات كافية وآمنة من المياه الصالحة للشرب). معتبراً ذلك حقاً من حقوق الإنسان، لا بل اعتبره مقدمة للحصول على الحقوق الأخرى للإنسان.