من إعلام العدو.. «هآرتس»: نتنياهو يدفع «إسرائيل» إلى الهاوية الأمنية والسياسية وقضية الأسرى لا تعنيه
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
كتب المحلل في صحيفة «هآرتس» يوسي فيرتر، أن قضية الأسرى الإسرائيليين والحرب في قطاع غزة وضحاياها، أصبحت عناوين ثانوية للأخبار في «إسرائيل»، في ضوء السياسة الداخلية التي تنتهجها حكومة نتنياهو، وبعد مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده وضد وزير الحرب يؤآف غالانت، واعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، وأضاف: نتنياهو يكرس كل وقته واهتمامه لهذه القضايا فقط، حيث أصبح «سيد النصر المطلق» يقود «إسرائيل» في منحدر خطير وهو في حالة سكر خلف عجلة القيادة.
وقال المحلل فيرتر: إن مخاوف نتنياهو من اتهامه كمجرم حرب، وإغلاق أبواب أوروبا في وجهه هو وزوجته، يحرمانه النوم، أكثر بكثير من مصير 128 أسيراً إسرائيلياً في غزة، وعقله يعمل على مسارين فقط: كيفية صد المدعي العام للجنائية الدولية، كريم خان، والإبقاء على سموتريتش وبن غفير إلى جانبه في الحكومة.
ورأى المحلل أن نتنياهو، الذي هاجم الدول التي قالت إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، عاد ليقول «سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإعادة الأسرى»، لكنه يكذب، فعلى وقع الانهيار الدبلوماسي، يدفع نتنياهو «إسرائيل» إلى الهاوية الأمنية والاقتصادية، أضف إلى ذلك أن ما يقوله نتنياهو وهجومه على عائلات الأسرى، هو دليل على فشله وفشل حكومته والجيش الإسرائيلي طوال الشهور السبعة الماضية في غزة، وحين يقول نتنياهو إنه لا يجوز منح السلطة الفلسطينية التي وصفها بـ«الشر»، دولة، فإن الصواب هو أنه يجوز السماح لهذا الشر، أي بنيامين نتنياهو، بمواصلة دفع «إسرائيل» إلى الهاوية الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية، والأهم من ذلك كله، أنه ممنوع السماح له بمواصلة المقامرة بحياة الأسرى.
وحذّر المحلل من أن «إسرائيل»، تواجه حالة انهيار دبلوماسي غير مسبوق، في ضوء قرارات محكمتي العدل والجنائية الدوليتين أضف إلي ذلك أنه بسبب سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، أصبحت مقولة «النصر الكامل» دماراً دبلوماسياً ودولياً كاملاً، ولا أحد يتحمل المسؤولية إلا الحكومة بسبب حماقتها وتصرفاتها الإجرامية.
وتابع المحلل: لقد تم التعامل مع مذكرات الاعتقال بعجز مُروّع منذ اللحظة الأولى، وساد ذعر كبير عندما وصلت المعلومات الاستخباراتية إلى مكتب نتنياهو، الذي بدأ سلسلة من المكالمات المذعورة مع كل مسؤول في أمريكا وأوروبا خوفاً على نفسه، وتم توجيه رسائل ضغط وتهديد إلى قضاة المحكمة الجنائية الدولية وإلى المدعي العام كريم خان، الذي حذّر من ممارسة أي ضغوط غير مقبولة، وان هذا لن يردعه عن اتخاذ الإجراءات المناسبة.
ورأى المحلل أن المؤسف في الأمر أنه لا يوجد في الدائرة المقربة من نتنياهو، من يضعه في مكانه، ويقدم له نصيحة جيدة، فبدلاً من استباق الضربة، انغمس نتنياهو في عرض نفسه كضحية، وتحدث عن «معاداة السامية» و«الجريمة ضد الإنسانية»، وأطلق تهديدات صريحة ضد كريم خان، ويا لها من حماقة، ولتذكير نتنياهو، فإن مشاهد العصابات المسلحة من المستوطنين التي تقوم بوقف الشاحنات التي تحمل مساعدات للفلسطينيين، وقيامها بحرق البضائع من دون أي تدخل من شرطة ايتمار بن غفير، تساعد فقط في تحضير قضية ضد «إسرائيل» في لاهاي.
وخلص المحلل إلى القول: «المهزلة مستمرة، والإجراءات العقابية من جانب «إسرائيل» ضد الدول الأوروبية التي أعلنت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مثيرة للسخرية، وفي النهاية، تسود الفوضى في «إسرائيل»، التي تقترب من نهايتها في عهد نتنياهو، والناس لا يرون سوى النار، وبدلاً من إطفائها، يقومون بصب البنزين على النيران.