ندوة حول الثقافة الورقية والإلكترونية في ثقافي أبي رمانة
تشرين_ لمى بدران:
الآن نحن في الوقت الذي تطغى فيه الثقافة الإلكترونية على الورقية لكن هل من الممكن أن نتخيل ماذا لو أُبعدَتْ الثقافة الورقية تماماً عن الساحة الثقافية؟ أو تلاشت الإلكترونية؟ ماذا قد يحدث في الحالتين؟ لعرض هذا الموضوع ومناقشته أقيمت مساءً ندوة بعنوان “الثقافة الورقية والثقافة الإلكترونية، ومواجهة الحرب السيبرانية نموذجاً” في المركز الثقافي بأبي رمانة.
تعتقد الدكتورة ميس إسماعيل المحاضرة في جامعة دمشق والمشاركة في الندوة أن الكتب والمراجع الورقية هي الأكثر أماناً لنا مهما كثرت مواقع الويب التي تحتوي المعلومات غير الدقيقة على الإنترنت، وتتحدث خلال مشاركتها عن أهمية الأمن السيبراني، وتطرّقت للاختراقات الكبيرة التي نتعرض لها خصوصاً أطفالنا، فألعاب الفيديو مثل الببجي تتيح محادثات يُبث من خلالها أفكار تنافي قيمنا وهويتنا وانتماءنا، وتؤكد في النهاية أن لا شيء يلغي شيء فالثقافة الإلكترونية لا يمكن أن تلغي الكتاب المطبوع و الكلمة المكتوبة، والأهم أن تكون المعلومات مفيدة ودقيقة.
يستعرض الباحث والأديب جهاد الأحمدية أثناء مشاركته بدايات أشكال التواصل ومعاييره التي اختلفت بعد اقتحام عصر الثقافة الرقمية الإلكترونية لنا، ويعتبر أننا اليوم نتعرض لغزو شرس يقوده الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يتمرّد على صانعيه، ويشير إلى أن مصطلحات ( العولمة، الفوضى الخلاقة، تجزئة المجزأ، تفتيت المفتت…الخ) وغيرها من التسميات المعلنة أو غير المعلنة هي مصطلحات تقصد تحويلنا إلى أداة طيعة في معاداة عاداته وتقاليده والتنكر لقيمه، وعرّف ثقافة الإنترنت ومظاهرها وصفاتها، كما تحدث عن السيبرانية ومظاهرها ومخاطرها والفرق بينها وبين الذكاء الاصطناعي.
وبدوره يتكلم محمد خالد الخضر عن أهمية هذه المحاضرة التي تسعى إلى تثبيت حضور الثقافة الورقية التي لا يمكن أن نستغني عنها ولا بأي شكل من الأشكال، فقي حال حدوث أي عطل في المنظومة الإلكترونية تتوقف كل الآليات عن العمل ومنها الآليات الثقافية والإعلامية وغيرها…، لذلك أن لست ضد أن نواكب التطور ولكن علينا أن ندرك أن التخلي عن الثقافة الورقية يعني التخلي عن الكثير من هويتنا الوطنية والتاريخية، و عن الكثير من انتماءتنا.
ختاماً فُتحت أبواب الحوار حول الموضوع الذي لا بد أن ندرك أهميته في هذا الزمن، فالكتاب موجود إلى حد ما، لكن علينا إعادة ألقه إلى أكبر حد ممكن، فالمجتمعات الغربية التي صدّرت لنا الثقافة الإلكترونية لم ولن تلغي ثقافتها الورقية، وبالمقارنة معنا فهذا يدل على خلل واضح في استخدامنا لها.