ليست هي المرة الأولى التي نتحدث فيها عن العمل الاجتماعي بمعناه الإنساني الذي يستهدف فئات مجتمعية بعينها، والتي تحتاج مثل هذا العمل، وخاصة في ظل ظروف صعبة.
وهذا بدوره فاقم من حالات الفقر والعوز الاجتماعي، وقابله أداء خجول للعمل الإنساني سواء المنظم أم غيره, والمتمثل ببعض الوزارات, والجمعيات الخيرية وغيرها من فعاليات المجتمع الأهلي، التي تعمل ضمن ظروف صعبة سواء من الناحية القانونية، أم الإدارية و حتى الإجرائية, الأمر الذي جعل أداءها ضعيفاً, و فرض الكثير من التساؤلات الغامضة, والاستفسارات يقف عندها الجميع، وخاصة لجهة ما يتعلق بطريقة الأداء والإنفاق، والتواصل مع الشرائح الاجتماعية, وذلك على الرغم من إشراف بعض الجهات الحكومية عليها, إلا أن هذه الحالات مازالت مثاراً للشك، وتفرض حالة الاستفسارات المتلاحقة للأداء وطريقة انتقاء الفئات المستهدفة..؟!
وبالتالي هذه معضلة حقيقية، وليست بحجم مشكلة ما حلها سهل، فهي بحاجة لإجراء يتماشى مع حجمها الاجتماعي والإنساني، ينهي كل حالات اللغط،
ويعالج المشكلة بكليتها وبمسؤولية مباشرة متخصصة في مجال الضمان تحمل أعباء المسؤولية وتتصدى لهذه المشكلة، مدعوم بالقوانين والصلاحيات الواسعة التي تمنحها استقلالية القرار, واتخاذ ما يلزم تجاه المشكلات والتعامل مع الطارئ منها بصورة مباشرة, وهذا لن يكون إلا من خلال تشكيل هيئة خاصة للضمان الاجتماعي ينضوي تحتها كل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية والجمعيات الخيرية التي تعمل في مجال العمل الإنساني, لا أن تأخذ طابع الوزارة الحالي بعنوانها العريض الذي يفقد قيمته الإنسانية مع مرور الزمن نتيجة الضعف والتراجع في مستوى الاداء الاجتماعي..؟!
والمولود الجديد ينبغي أن يمتلك عناصر قوة تمكنه من تطوير آلية العمل بصورة مستمرة، وخاصة شبكات الأمان الاجتماعي، وعمل الجمعيات الخيرية وتصويبه بما يخدم أهداف الضمان، في تحقيق مستوى مميز من التكافل الاجتماعي، عبر الجمعيات الخيرية ومشاريع العمل الإنساني ومؤسسات التأمين والمشافي الخيرية وغيرها..
والأهم الدخول إلى سوق العمل وتأمين فرص عمل للقادمين إليه، وتخصص دخول لهم ريثما يتم تأمين العمل لديهم أسوة بما هو معمول فيه في كثير من الدول، وهذا يمكن تحقيقه من خلال دراسات ومسوح اجتماعية تحدد الفئات المستهدفة، وفق أولويات يحددها أهل الضمان بما يضمن سلامة التنفيذ وتحقيق العائد الاقتصادي والاجتماعي في وقت واحد، وغير ذلك سيبقى الضمان الاجتماعي في حدوده الدنيا، ويحتاج ضماناً آخرَ يضمن له استمرارية البقاء..؟!
Issa.samy68@gmail.com