الفنان التشكيلي فؤاد دحدوح يقدم سيمفونية لونية في المركز الوطني للفنون البصرية
دمشق- ميسون شباني:
معزوفة لونية تناغمت فرحاً صاغها باحترافية عالية الفنان التشكيلي فؤاد دحدوح في معرضه الذي افتتح في المركز الوطني للفنون البصرية بحضور جماهيري لافت في مقدمته رئيس جامعة دمشق د.محمد أسامة الجبّان وعدد من عمداء الكليات ونوابهم في الجامعة.
إبهار لوني
لوحات اتسمت بالجرأة والتطور والتحديث اعتمد فيها دحدوح على التصوير الزيتي، ولعل أول وجهة للمتلقي هي اللوحة الجدارية الضخمة التي أوجدت حالة من الإبهار اللوني بأبعاد تتراوح بين ٧×٣ معتمداً على الأكريليك وألوان الحياة، وبدت كأنها من حكايا ألف ليلة وليلة، إضافة إلى ثماني لوحات تعبيرية تحمل مزيجاً من الدراما والتراجيديا والحب والأمل.
التحليق عبر فضاء اللوحة
مساحة كبيرة عبر فضاء اللوحة قدم فيها منحوتة بلغة تصويرية معتمداً في اشتغاله على مبدأ الكتلة والفراغ بألوان متناغمة عبر شخوصه الكثيرة التي امتاز بضبط إيقاعاتها اللونية ضمن حالة التعبير المقدمة، ما جعل المتلقي يشعر بصدمة بصرية تحمل مسحة من الدهشة، ويؤكد دحدوح عبر لوحاته على فكرة التركيز على الألوان المفرحة باعتبار أن حياتنا اليومية ضاغطة وهذه النوافذ هي نوافذ فرح.
المرأة في منجزه
الواضح في لوحات دحدوح اعتماده على عوالم المرأة، فهي المحور الأساسي في منجزه الإبداعي وحاضرة بتفاصيلها ووظّفها بعفويته المبتكرة بما يتناسب مع الموضوع المقدم، وحسب رأيه المرأة أيقونة يجب أن تقدس وترمز وتوضع في مكانها الصحيح فهي محور الحياة، ووظف هذا الجمال الأنثوي مستفيداً من التراكم الفني والمعرفي والأكاديمي عبر رحلته الفنية الطويلة ليؤكد طواعية ريشته وألوانه وقدرته على التجديد في مفاهيم سطح اللوحة الخام.. خصوصية يحملها بريشته وألوانه وهو من القلائل الذين يتقنون هذه العملية التشكيلية الخاصة عبر فضاء اللوحات الجدارية ودرجات اللون في لوحاته.
الجدير بالذكر أن الفنان د. فؤاد دحدوح هو عميد كلية الفنون الجميلة من مواليد دمشق عام 1956، تخرّج في كلية الفنون الجميلة في دمشق ـ قسم النحت عام 1981، ونال دبلوم المدرسة الوطنية العليا في فرنسا عام 1984، وماجستير المدرسة الوطنية العليا في بولونيا عام 1987، ودكتوراه في مجال الميدالية بقسم العلوم الإنسانية في بولونيا عام 1993، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وله معارض فردية وجماعية عدّة داخل سورية وخارجها، وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني ومتحف تدمر، وضمن مجموعات خاصة في أنحاء العالم.