أمسية «عدنا.. ذهب 24».. انطلاقةٌ ساطعةٌ تشعُّ أصالةً
تشرين – رنا بغدان:
من الذهب الخالص الأنقى والألمع استمدت اسمها فكان لها “من اسمها نصيب”, ومن عتاقته المحفورة في ذاكرة الأيام أحيت أجمل الأعمال, ومن ليونته المطواعة المحببة تمايلت أعذب الألحان.. من هنا عادت جوقة “ذهب عتيق” لتقدم “ذهب 24” في أمسية جميلة استضافها المسرح المغلق في مجمع دمر الثقافي والتي دعت لحضورها مديرية المسارح والموسيقا تحت رعاية وزيرة الثقافة وحملت عنوان “عدنا.. ذهب 24″، بقيادة المايسترو شادي إميل سروة الذي أكمل في آذار الماضي عامه الخامس والعشرين في قيادة الجوقات الكنسية وفرق الغناء الجماعي في سورية.. عن هذه الأمسية المميزة وعنوانها يقول المايسترو شادي: هذه التجربة مختلفة تماماً عن كل تجاربي السابقة في مضمار الغناء الجماعي, فمقدار الحب والشغف والطاقة الإيجابية التي تفيض من سيدات “ذهب عتيق” هي الاستثنائية، والتي تجعلكِ ترغبين في أن تكوني جزءاً من مشروعهم الثقافي الموسيقي والاجتماعي أيضاً ويرمز عنوانها إلى: “عدنا”: فبعد انقطاع الجوقة لأكثر من عامين ونصف العام عادت لممارسة نشاطها الفني والثقافي بانطلاقة جديدة وبعدٍ تثقيفي جديد حيث كان اهتمامي بنقل المعلومات الموسيقية التقنية لسيدات الجوقة. أما الـ”ذهب”: فهو معدن لا يفقد أصالته وبريقه ويرمز إلى محور اهتمام الجوقة بكلاسيكيات الفن السوري والعربي الأصيل الذي لا يفقد رونقه على مدى العصور. أما “24”: فهي ذات معنيين؛ الأول يتعلق بأعلى عيار للذهب مما يعبر عن نقاء وقيمة ما تقدمه الجوقة من فن راقٍ, والمعنى الثاني يعود إلى التاريخ أي عودة الجوقة لنشاطها عام 2024.
وعن برنامج الحفل تحدّث قائلاً: قدّمت سيدات “ذهب عتيق” مجموعة متنوعة من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور وتحول فيها المسرح إلى جوقة تضم أكثر من 400 شخص جمعهم حب الموسيقا والفن. وتضمن البرنامج 4 مدليات (متتالات غنائية) على مقام الحجاز, البيات, العجم والنهوند, إضافة إلى موشحين يعتبران من أجمل الموشحات باللغة العربية وأصعبهم أداءً؛ وهما (لما بدا يتثنى, وملا الكاسات). كما تضمن تحية خاصة لـ”فلسطين” تعبيراً عن التزامنا وتضامننا المستمر الحقيقي والصادق مع القضية الفلسطينية فكانت أغنية (ياما مولي الهوا) من التراث الفلسطيني, إضافة إلى أغاني سورية (شجرة الليمون, يا فجر لما تطل, يا زهرة في خيالي). كما كانت البداية مع الرحابنة في (بيتي أنا بيتك والقمر بيضوي على الناس) التي تعتبر بمثابة تحية لروح الراحل المايسترو حسام الدين بريمو الذي أسس الجوقة عام 2016 كنشاط مجتمعي ذاتي التمويل في مجمع دمر الثقافي برعاية وزارة الثقافة.
أما من الجهة الفنية التي تشمل الآلات والتوزيع الموسيقي فقال: رافقت الجوقة فرقة موسيقية محترفة مؤلفة من ثمانية عازفين وعازفات، شكلت سنداً مهماً على المستوى الموسيقي لتقوم هذه الجوقة من الهواة بأداء برنامجها المعقد وغير السهل عبر ربط الأغاني المختلفة الأوزان والإيقاعات بمدليات, وأداء أغانٍ بمساحات صوتية واسعة. أما من جهة التوزيع الموسيقي فتمّت مراعاة عدة معطيات أهمها القالب الموسيقي الأصلي للأغنية، وما يمكن أن يتناغم معه من دون تشويهه, ولم تطغَ أي إضافات لحنية أو موسيقية على المغني الذي أعتبره هو المحور والنجم في الحفل, لهذا كان التوزيع بسيطاً تلخص في بعض اللوازم والجمل الموسيقية الخاصة ببعض الآلات في حين تعزف الآلات الأخرى اللحن الأساسي مع استخدام أمثل لآلة البيانو بهدف إضافة البعد الهارموني على بعض القطع.