تحية مسرحية لروح سعد الله ونوس

دمشق- وصال سلوم:
غاب سعد الله ونوس منذ ٢٦ عاماً وفي ذكرى غيابه تنفض مسارح دمشق آثار الحرب عنها وتعيد لصالتي الحمراء والقباني رونقهما، صحيح أنها لم تكن بحجم غياب الراحل العظيم سعدالله ونوس الذي مات ووصيته رؤية أعماله المكتوبة حية على المسرح، إلّا أنّ جهود اتحاد الطلبة في إحياء المسرح الجامعي كان له طيب الأثر والذي بذل ما أمكن لتوفير الإمكانات الممكنة لتقديم أفضل ما يمكن من نصوص شبابية وعروض تمثيلية وإخراجية تليق بمسرح الحمراء ومسرح القباني، والجميل في فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان المسرح الجامعي الذي تستضيفه دمشق بعد غياب لسنوات، تفعيل الحراك المسرحي الشبابي وتأطيره بمنظومات تنافسية لتحريك الكامن والراكد من الأنشطة المسرحية في نفوس الشباب الذي عاصر الحرب وأزماتها، وتقديم عصارة ذهنية تحاكي الحلم والواقع بمشاكله وهمومه وآماله، فكانت العروض المسرحية الـ( ١٢)..
“قصة حديقة الحيوان” إخراج يوسف شموط، جامعة حماة.. “شتات” إخراج وليد العاقل، فرع السويداء.. “توركايه” إخراج يحيى عبد الهادي وكنان شاهرلي، جامعة دمشق.. “يوميات منسي” إخراج فيصل الحميد، فرع الحسكة.. “أسفل ومنتصف الهدف” إخراج نور عزو، معاهد حلب.. “منها وفيها” اخراج حسن نصر، جامعة طرطوس. “المبارزة” جامعة دمشق إخراج رائد مشرف.. “رجال في الشمس” درعا إخراج فراس المقبل
“المدينة الفاضلة” تشرين إخراج رغداء جديد.. “حمائم غرناطة” جامعة البعث إخراج حسين ناصر.. “قضية” جامعة حلب إخراج إياد شحادة.. “ليليث” جامعة تشرين إخراج هاشم غزال..
عروض منوعة متفاوتة في النجاح والتأثير تتنافس تسعة عروض منها لجوائز المهرجان فيما ثلاثة عروض خارج المسابقة، تسندها مناقشات ما بعد العرض وتوجيهات لجنة التحكيم التي تضم الفنانين المسرحيين الدكتور تامر العربيد، الفنان تيسير إدريس، والفنانة فيلدا سمور، والفنان كفاح الخوص، والدكتورة ندرى العبد الله، أما لجنة مناقشة العروض فتضم المخرج المسرحي إسماعيل خلف والفنانة أمية ملص والكاتب المسرحي جوان جان.
بهمة وإصرار ملموس من اتحاد الطلبة لاستقطاب ما أمكن من تجارب شبابية وتشجيعهم على العمل المسرحي(تمثيل وإخراج ونصوص مسرحية) وتمويله حدَّ المستطاع، إلّا أن الركيزة الأساسية لتنشيط الحركة الشبابية المسرحية غائبة، حيث إن جامعات دمشق وحلب والبعث.. لا يوجد فيها مسرح ولا قاعات مجهزة لاحتواء العملية المسرحية!!!
وللنهوض بالواقع المسرحي الذي غاب سحره وتأثر بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليس على مستوى الشارع السوري فحسب بل على مستوى الوطن العربي الذي ما بخل منذ الستينيات بتقديم المسرح بأبهى صوره وعروضه الإبداعية، وبلد نشأ فيها الكاتب المسرحي سعد الله ونوس .. والذي كان أول مسرحي عربي يختاره المعهد الدولي للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو عام 1996 بكتابة الرسالة المسرحية التي ستوجه إلى جميع أرجاء العالم في يوم المسرح العالمي
يستحق الحضور حدّ النبوغ وإثراء الساحة الثقافية بما هو مميز من عروض مسرحية تحاكي العالمية.
للتذكير:
_أولى دورات مهرجان المسرح الجامعي كانت عام ١٩٧١ أي قبل تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بست سنوات.
_شاركت فرقة جامعة البعث عام ٢٠٢٢ في الملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي في تونس بعرضها المسرحي(كائنات من ضوء).. وحصدت ثلاث جوائز من أصل سبع (أفضل إخراج للفنان حسين الناصر- أفضل ممثل للفنان استيفان برشيني- ثاني أفضل ممثلة للفنانة أليسار اسبر)
_منحت سورية شرف افتتاح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي أقيم العام الماضي في تونس من خلال العرض المسرحي (بيت على الحدود) وتم اختيار المخرج السوري هاشم غزال عضواً في لجنة التحكيم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار