التفاصيل تكمن في الشيطان

حماية المدنيين هي الهدف من تطبيق مذكرة مناطق تخفيف التوتر, ولأن نيات الحكومة السورية واضحة كان دعمها للمذكرة وعقد الالتزام بها نتيجة عملية لاجتماع أستانا الرابع, بعد أن تتالت الاجتماعات الصورية لمحادثات جنيف.
أما التفاصيل التي تخوّف منها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس فهي مشاعر مقبولة الحضور, وتجنيدها «واجب» مادام الشيطان الأكبر موجوداً ولسان حاله تصريح ماتيس عن المناطق الآمنة في سورية، إذ قال: «الولايات المتحدة ستفحص عن كثب مناطق آمنة مقترحة تهدف إلى التخفيف من حدة القتال في سورية», لكنه حذر من أن «الشيطان يكمن في التفاصيل»!
وكان أن وصف ماتيس, وبكل فجور, الحرب على سورية بأنها «حرب أهلية», وغضّ الطرف عن أدواته وصبيانه المشاركين في تأجيج الحرب وأدلجة مرتزقتها الذين تجمّعوا كالفئران في الأرض السورية بعد سماع صوت المزمار الأمريكي وحلفائه يوجههم لاستنزاف سورية.
ويتابع ماتيس «كحَمَل وديع» يسأل في التفاصيل:
«هل بإمكاننا تطبيق المناطق الآمنة»؟
«هل نستطيع القول إنها فعالة»؟
«على عاتق من ستكون المسؤولية»؟
فـ«ليبحش» في تفاصيل أمريكا حيث فيها الشيطان الأكبر والراعي الأهم للإرهاب العالمي عامة و«داعش» و«النصرة» خاصة.
وتقارير وكالة استخباراتها أبرز شاهد على شيطنتها ونيتها إنشاء «إمارة» سلفية في شرق سورية وتحقق رغبات حلفائها: السعودية وقطر وتركيا.
ومن تفاصيل شيطنتها أيضاً «الحراك الجنوبي» وحشوده الأردنية والبريطانية والأمريكية بمناورة شيطانية سموها «الأسد المتأهب»، لتكون الحدود الأردنية مفتوحة أمامهم وأمام مرتزقتهم المدججين بأسلحة نوعية مدفوعة الثمن من بنوك خليجية, والمساندة الإسرائيلية واضحة مادامت «إسرائيل» شعرت بدنو أجل الإرهابيين واندحارهم في سورية ما جعلها -وحسب تسريبات مراكز القرار الإٍسرائيلي- تواجه الكابوس الأخطر, والاحتمالات المفتوحة النتائج التي تشي بهزيمة الحلف الأمريكي, ممثلاً بتل أبيب وأنقرة ومعظم دويلات الخليج.
لذلك كان الأردن ورقة اللعب الأمريكية- الصهيونية الأخيرة في مناورة مشبوهة, يراد منها التغطية على مشروع مشبوه أصلاً, تحت عناوين «محاربة داعش» التي ليس لها أي وجود فعلي عند تلك الحدود.
وبذلك يكون قد أزاح ستاراً أخفى وراءه مسرح أعمال قتالياً واضح المعالم؛ سياسياً وميدانياً ليكون الوقود لنار تشتعل بلهيب أمريكي يدّعي تخوفه, حيث لا شيطان غيره يكمن في تفاصيل كل لعبة, فيحاول حشر أنفه «إنسانياً كمراقب يهتم بالشأن السوري», ليأتيه الرد: إن مسألة حضور مراقبين أمريكيين ونشرهم في مناطق تخفيف التوتر يجب أن يكون مقبولاً من الحكومة السورية.
وليكون آخر التفاصيل كشف مسؤول في البيت الأبيض عن سلسلة صفقات أسلحة أمريكية مع نظام بني سعود تزيد قيمتها على 100 مليار دولار.
التفاصيل تكمن في الشيطان.. في شيطانهم الأكبر أمريكا لترقص قرودها على حبال واهية, أوهن من خيوط العنكبوت ستسقط بالتأكيد في سورية.
m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار