هذا العام ستتعدى عشرات المليارات.. “صندوق الجفاف” يقيم أضرار المحاصيل والأشجار المثمرة بعد البرَد
حماة – محمد فرحة:
كل الدلائل كانت تشي بأننا ذاهبون هذا العام لجني وقطف ثمار موسم زراعي مميز لجهة الإنتاج الزراعي والأشجار المثمرة، خاصة أن كل الأمور سارت كما يشتهي المزارعون، حيث كان لافتاً موسم الزهر وبداية عقد الثمار، هذا فيما يتعلق بالأشجار المثمرة، في حين كانت المحاصيل الأخرى لا تقل ولا تخرج عن ذلك الإطار أيضاً، كمحصول التبغ في الساحل والشريط الساحلي من ريف طرطوس مروراً ببانياس وجبلة، وصولاً إلى شمال وشرق اللاذقية، التي طالتها الأمطار وحبات البرَد الشديدة، ما أدى إلى إصابتها بأضرار بالغة في بعض المواقع حيناً وتساقط التفاحيات وثمار الفستق الحلبي، ولو بنسبة أقل حيناً آخر، غير أن الأضرار البالغة التي لحقت بمحصول التبغ كانت هي الأميز.
ففي حوار مع مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف في وزارة الزراعة المهندس محمد أبو حمود، ومدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير ورئيسة صندوق تعويض الأضرار في زراعة حماة الدكتورة غيداء جولاق، أكد مدير الصندوق محمد أبو حمود أنهم يتابعون باهتمام بالغ تقصّي الأضرار مع الفرق الفنية في كل محافظة للتدقيق والاطلاع عن كثب على ما لحق بالمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة في مجال محافظة حماة اليوم.
وزاد أبو حمود بأنه ومدير زراعة حماة قاما أمس بجولة على قرى ريف مصياف للاطلاع على ما خلفته عاصفة البرد بمحصول التفاح، حيث تباينت شدة الأضرار بين بلدة وأخرى، كاشفاً أن هناك ثلاث شرائح، الأولى نسبتها تبدأ من ٥١ و٦٩% شدة الإصابة، وتبلغ قيمة التعويض فيها ٥% في حين تبلغ نسبة الشريحة الثانية من ٨٧ إلى ٩٨% فتكون نسبة التعويض ٧% ، أما الشريحة الثالثة من ٩٠ وما فوق، وتبلغ نسبة التعويض ١٠%، ووفقاً لذلك فإن هذه التعويضات تقدر بالمليارات، كاشفاً أن الصندوق يحاول التخفيف ما أمكن عن المتضررين من آثار الجفاف، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الأموال العامة من دون هدرها.
من جانبها، بيّنت الدكتورة غيداء جولاق أنه من خلال الكشف على ما لحق بمزروعات حماة، وتحديداً أشجار التفاح والفستق الحلبي فإنه لا يقارن بما لحق بمزارعي التبغ في المحافظات الساحلية، حيث إن الأوراق التي أصابتها حبات البرَد ستباع بسعر أرخص، هذا إن تم استلامها.
وتابعت جولاق: إن عملية الكشف هذه في حال الانتهاء منها ستوضع في جداول ويتم تدقيقها ومن ثم ترسل للتصديق عليها من المحافظة وتعاد إلينا ليصار إلى إرسالها أصولاً إلى وزارة الزراعة ثم صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية.
في المقابل، أوضح المهندس أشرف باكير في معرض جوابه عن سؤال “تشرين”: لماذا يرى المزارعون نسبة التعويض عن الأضرار ضعيفة جداً، أجاب بأن المقصود من تعويض آثار التخفيف عن الأضرار هو مساهمة من الصندوق للمزارعين الذين تتعرض مواسمهم للجفاف والكوارث الطبيعية ما أمكن.
وتطرق إلى أن الحكومة هي من يموّل هذا الصندوق بنسبة كبيرة جداً، وليس كما يتصور البعض بأنه من النسب التي يتقاضاها الصندوق من المزارعين عند تسويق منتجاتهم حكومياً، ولا يستطيع الصندوق أن يمنح هؤلاء المتضررين كامل نسبة الضرر، وإنما التخفيف من أثر هذا الضرر.
هذا وقام مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية في وزارة الزراعة محمد أبو حمود ورئيسة صندوق التخفيف في مجال زراعة حماة غيداء جولاق يرافقهما معاون مدير الإنتاج النباتي في “زراعة حماة” الدكتور سطام خليل بجولة تفقدية على أشجار الفستق الحلبي للاطلاع على عمل الفرق الفنية والتأكد من عملها وفقاً لتعليمات وتوجهات الصندوق ووزارة الزراعة.
هذا بكل وضوح جزء يسير من أعمال صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، وآلية عمله وكيفية الكشف عن الأضرار والكوارث الطبيعية، ومتى يجب أن تكون لتؤخذ في الاعتبار، ومتى تكون خارج الفترة المحددة للشروط قبل الكشف، مع الإشارة إلى أن قيمة التعويضات هذا العام ستتعدى عشرات المليارات.