القضايا الدولية والإقليمية ضمن جدول زيارته إلى الصين.. بوتين: نقيّم إيجابياً الرؤية الصينية للتسوية في أوكرانيا.. وعلاقتنا التجارية صامدة
عشية زيارته المقررة إلى الصين غداً الخميس التي تستمر يومين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تقيّم إيجابياً الموقف الصيني تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا.
وقال بوتين في تصريح لوكالة «شينخوا» الصينية، نشر نصه على موقع الكرملين، اليوم الأربعاء: نقيّم إيجابياً مواقف الصين تجاه تسوية الأزمة الأوكرانية، وتدرك بكين جيداً أسبابها الجذرية وأهميتها الجيوسياسية، مشيراً إلى أن الأفكار التي وردت في الخطة الصينية للتسوية في أوكرانيا، والتي تقدمت بها بكين في عام 2023، تدل على السعي الصادق للأصدقاء الصينيين إلى المساهمة في استقرار الوضع.
وأشاد بوتين بالمبادئ الأربعة الإضافية التي تقدم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخراً، مضيفاً: الخطوات الواقعية والبناءة التي اقترحتها بكين لتحقيق السلام عبر التخلي عن المصالح الضيقة وزيادة حدة التوتر، وتقليص التأثير السلبي للنزاع في الاقتصاد العالمي واستقرار سلاسل التوريدات الصناعية العالمية، تطور الأفكار حول ضرورة تجاوز عقلية الحرب الباردة ومبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ومراعاة أعراف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بشكل كامل.
وتابع: لذلك يمكن أن تشكل تلك الخطوات أساساً للعملية السياسية والدبلوماسية التي من شأنها أن تأخذ في الاعتبار قلق روسيا في مجال الأمن، وتساعد في إحلال السلام الثابت والطويل الأمد.
وأعرب بوتين عن أسفه لعدم تأييد أوكرانيا ورعاتها الغربيين لتلك المبادرات، لافتاً إلى أنهم غير مستعدين للحوار المتكافئ والنزيه والمفتوح، المبني على الاحترام المتبادل ومراعاة البعض مصالح البعض الآخر، محمّلاً الدول الغربية وسياساتها المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في العالم في الوقت الراهن.
إلى ذلك، أشار الرئيس الروسي إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بشكل سريع وتظهر صموداً أمام التحديات الخارجية والأزمات، مؤكداً أن موسكو وبكين حققتا منذ فترة طويلة خيارهما المدروس لمصلحة علاقات اقتصادية متكافئة ومتبادلة المنفعة.
وأوضح أن هذه النتائج، وخصوصاً على خلفية التقلبات العالمية والمشكلات الاقتصادية في الغرب، تؤكد مرة أخرى أن النهج السيادي الذي اخترناه، والتقيد بالمصالح الوطنية نهج صائب من الناحية الاستراتيجية.
وأعاد بوتين إلى الأذهان مضاعفة التبادل التجاري في السنوات الخمس الأخيرة، ليزداد من 111 مليار دولار إلى 227.8 مليار، وتحويل 90% من التعاملات التجارية الثنائية إلى العملتين الوطنيتين.
وسيزور الرئيس الروسي الصين في أول رحلة خارجية له منذ إعادة انتخابه وتوليه منصبه رسمياً.
ومن المقرر أن يجري الرئيسان محادثات روسية – صينية بصيغ ضيقة وموسعة، كما سيبحث بوتين وشي جين بينغ، أيضاً التعاون الدولي داخل الأمم المتحدة و«بريكس» ومنظمة «شنغهاي للتعاون».
وفي وقت سابق، صرح يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي بأن الزعيمين الروسي والصيني سيناقشان الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا خلال المحادثات يومي 16 و17 أيار الجاري.
وقال أوشاكوف: سيتم النظر خلال الزيارة في موضوع ربط عمليات التكامل داخل EurAsEC ومبادرة الصين «حزام واحد.. طريق واحد»، والوضع حول أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط ووسط وشمال شرق آسيا، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد اجتماع غير رسمي بين الرئيسين كجزء من زيارة، وستعقد المحادثات على شكل عشاء بمشاركة بعض أعضاء الوفدين.
وأمس الثلاثاء، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الصين يومي 16 و17 أيار الجاري بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ.
وجاء في بيان الكرملين أن الرئيسين الروسي والصيني سيبحثان مجموعة كاملة من قضايا الشراكة الشاملة والتعاون الثنائي الاستراتيجي والقضايا الدولية والإقليمية، وفي أعقاب محادثاتهما سيوقع الرئيسان بياناً مشتركاً وعدداً من الاتفاقيات الثنائية، كما سيشاركان في احتفالات الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسيأذنان بإطلاق عامي الثقافة الروسية والصينية في البلدين.