من إعلام العدو.. ثقة الإسرائيليين بجيشهم وحكومتهم وصلت إلى الحضيض.. الجيش يتستر على انتحار عشرات الجنود بسبب الحرب
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
في جديد تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي دخلت شهرها الثامن، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «معاريف»، أن ثقة الإسرائيليين بجيشهم وحكومتهم وصلت إلى الحضيض، كما انخفضت ثقتهم بمستقبل «إسرائيل».
وحسب الاستطلاع، فقد قال 70 % إن ثقتهم بالحكومة ضئيلة جداً، فيما قال 75 % إن ثقتهم بقيادة الجيش الإسرائيلي تراجعت بشكل كبير وغير مسبوق، كذلك، تراجع مستوى التفاؤل لدى اليهود حيال مستقبل «إسرائيل»، من 48 % إلى 37 %، وقال ثُلث اليهود إنهم ليسوا مقتنعين بأن «إسرائيل» هي المكان الذي يجدر أن يعيش فيه أبناؤهم وأحفادهم.
وقال 70 % ممن شملهم الاستطلاع إن على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، الاستقالة في أعقاب استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حاليفا، بسبب الإخفاق والفشل الأمني في السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال ثُلث اليهود إنهم ليسوا مقتنعين بأن «إسرائيل» هي المكان الذي يجدر أن يعيش أبناؤهم وأحفادهم فيه. وسجل الاستطلاع تراجعاً كبيراً في تفاؤل «الجمهور اليهودي»، حيال «الدولة»، وكذلك على المستوى الشخصي، الناجم عن تراجع الثقة بإمكانية انتصار «إسرائيل» في الحرب.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة «هآرتس» أن الجيش الإسرائيلي يتستر على الأنباء التي تتحدث عن انتحار عشرات الجنود الاسرائيليين في الحرب الحالية على غزة بينهم ضباط برتبة رائد ومقدم. وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية لم تكشف عن هويتها، إلى أن معطيات الجيش الإسرائيلي تشير إلى انتحار 10 جنود، بعضهم انتحر في الساعات الأولى من هجوم «طوفان الأقصى»، فيما لا يزال الجيش يتستر على مقتل 17 جندياً بعضهم انتحروا، إضافة إلى انتحار جنود احتياط بعد تسريحهم.
كما نقلت الصحيفة عن خبراء مطلعين على الموضوع، إن معظم حالات الانتحار في الجيش هي في صفوف جنود شبان، في حين وجد الجيش نفسه مرغماً على التعامل مع ميول للانتحار في أوساط جنود وضباط في الخدمة العسكرية الدائمة وفي الاحتياط في الثلاثين والأربعين من العمر.
وأشارت الصحيفة إلى أحد الضباط الذين أقدموا على الانتحار، هو ضابط في الخدمة الدائمة، تم العثور عليه داخل سيارته بعد أن أطلق النار على نفسه، بعد أسبوعين من هجوم «طوفان الأقصى».
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسوغ سياسة التستر على حالات الانتحار هذه بوجود ضرورات ميدانية لا تسمح بالتحقيق في كل حالة تبين فيها أن الجندي قد انتحر، لأن الكشف عن هذه المعلومات من شأنه المس بمعنويات «الجمهور».
وختمت الصحيفة قائلة إن الجيش الإسرائيلي أخفى في الماضي معطيات ومعلومات تحدثت عن انتحار جنود، كما رفض الجيش طوال السنين الماضية الكشف عن معطيات حول عدد الجنود الذين انتحروا، واستمر في التعتيم على هذا الموضوع.