تحتاج نصف مليون ليرة .. مؤونة الثوم خارج طاقة معظم الأسر وتسارع تحليق الأسعار خلال يومين من ٢٢ إلى ٤٥ ألف ليرة

درعا- وليد الزعبي:
لم تستمر طويلاً فرحة الأسر ببدء طرح إنتاج الثوم للموسم الجديد بأسعاره المنخفضة، إذ سرعان ما بدأت تلك الأسعار تحلق، وخاصة عندما أصبح يناسب المؤونة التي عادة ما تحرص الأسر على تدبيرها لسد احتياجها إلى هذه المادة التي لا غنى عنها في العديد من الوجبات لفوائدها الكبيرة ونكهتها المرغوبة في الطعام، وهذا يأتي وكأنه يعيد كرة ما حدث في الموسم الفائت عندما فُتح باب التصدير للثوم وقفزت أسعاره بشكل متلاحق ومتسارع، ما حرم معظم الأسر من الحصول على كميات، ولو بالحدّ الأدنى من احتياجها لها، والجميع يستهجن ما يحصل الآن. فما الذي يحدث لجهة ضعف المعروض في الأسواق؟ ولماذا هذا الارتفاع المفاجىء، وخاصةً أنه لم يتم بعد صدور أي قرار يسمح بتصدير المادة؟
عدد من أرباب الأسر عبّروا عن انزعاجهم مما يحدث، لافتين إلى أن الكيلو الواحد من الثوم الأخضر طرح في بداية الموسم بحوالي ١٠ إلى ١٢ ألف ليرة، وبعد مرور نحو ١٠ أيام بدأت الأسعار بالارتفاع، لكن الصدمة كانت عندما قفزت خلال يومين (الخميس والجمعة الماضيين) من حدود ٢٠ و ٢٢ ألف ليرة إلى ما بين ٤٥ و٥٠ ألف ليرة، حسب الجودة ومدى جفاف المادة، وبينما كانوا ينتظرون انخفاض السعر أو استقراره حدث العكس، الأمر الذي يعني حرماتهم مجدداً من وضع المؤونة لأسرهم كما الموسم الفائت.
وأشار أحدهم إلى أن أقل أسرة تحتاج إلى ١٠ كغ ثوم للمؤونة، وهذا يعني أنه يترتب عليها بالأسعار الحالية تحمّل فاتورة باهظة، تبلغ نحو ٥٠٠ ألف ليرة، لافتاً إلى أن المتابعين لواقع السوق يطلقون توقعات غير مبشرة، إذ لا أمل بانخفاض الأسعار، بل المؤشرات تدل على أن ارتفاعات أخرى قادمة على صعيدها، وقد تفوق ما وصلت إليه الموسم الفائت، ولاسيما ١٢٠ ألف ليرة للكيلو.
ويعيد بعض المتابعين أسباب الارتفاع إلى قيام بعض المزارعين الكبار بتخزين المادة، وكذلك قيام عدد من التجار باستجرار كميات كبيرة منها وتخزينها أيضاً بانتظار قرار يسمح بالتصدير، لذا تجد الوارد إلى الأسواق قليل جداً (بالقطارة) وهذا ما رفع الأسعار، وعلى ما يبدو أن مثل هؤلاء لا يعنيهم السوق المحلية وحال الناس الفقراء، وما يعنيهم هو جني أرباح طائلة من وراء المتاجرة بالمادة.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، ذكر أن المساحة التي جرى التخطيط لها للموسم الجاري من الثوم بلغت ١١٦ هكتاراً، في حين أن ما نفذ فعلاً وصل إلى حوالي ٣٣٤ هكتاراً، أي نحو ثلاثة أضعاف المخطط، وهو يزرع في الريفين الغربي والشمالي، حيث تتواجد الأراضي المروية، مبيناً أن لدى الفلاحين خبرة واسعة حول زراعة المحصول ورعايته، حيث ينتج بمواصفات جيدة ومرغوبة.
من جانبه، أشار رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات، إلى أن ما يميز موسم هذا العام وفرة الإنتاج وخلوّ النبات من الإصابات المرضية، علماً أن إنتاجية الدونم الواحد تقدر بنحو ٢٥٠٠ كغ، فيما يقدر الإنتاج الإجمالي للموسم الجاري بحدود ٨٦٠٠ طن من الثوم الطازج وفقاً للمساحة المزروعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار