من إعلام العدو: الإسرائيليون يعيشون حالة ارتباك وإحباط.. والحكومة تجد صعوبة في تقديم الإجابات

تشرين – غسان محمد:

لا تزال نتائج وتطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، ترمي بظلالها الثقيلة على الداخل الإسرائيلي، في ظل عجز جيش الاحتلال عن تحقيق ولو “صورة نصر” رمزية، تسمح لـ “اسرائيل” بتحسين وضعها المأزوم داخلياً، وتقوية أوراقها وخاصة فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وفي ضوء هذا الواقع، كتب رئيس جهاز “الشاباك” الأسبق، يعقوف بيري، في صحيفة “معاريف”، إن الاسرائيليين عايشوا في الآونة الأخيرة، سيلاً من الأخبار والتعليقات التي طغت على نشرات الأخبار، وكان من المفترض أن تقول للجمهور ما إذا كان يجب الدخول إلى رفح أم الاكتفاء بالتحذيرات والدخول الرمزي، وماذا تريد الولايات المتحدة وما هو الرد الإسرائيلي، وما هي مواقف وزراء الحكومة، وهل تعمّد نتنياهو تأخير صفقة إعادة الأسرى.
وأضاف، إن عائلات الأسرى الإسرائيليين تعيش أجواء مضطربة وصرخاتهم تعلو، فيما تقف الحكومة الإسرائيلية عاجزة عن تقديم إجابات مُرضية للجمهور المضطرب والقلق، ورئيس الوزراء نتنياهو، يتحدث بطريقة غير مسؤولة، ويسبب المزيد من الإرباك والإحراج على جميع المستويات.
وتابع بيري: يبدو أن “عدونا” يعيش وضعاً أفضل بكثير، ونحن نرقص على مزماره وليس العكس، ويتحكم بسير الأمور بطريقة واثقة، ونحن نجري خلفه من دون خيار، كما يبدو أن ما يحدث يُدار من قبل “أعدائنا”، وليس من قبل قادتنا ورؤساء الأجهزة الأمنية. فوزير المالية بتسلئيل سموتريتش يؤجل معالجة الارتفاع الحاد في تكاليف المعيشة حتى يتبين له ما إذا كنا دخلنا إلى رفح أم لا. ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يضع مصير الحكومة بين يديه المتطرفتين، بينما يطلق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تصريحات جوفاء، بدلاً من تحمل المسؤولية.
وهكذا، فإن كل شيء بات غريباً وغير مفهوم، وكذلك الوضع مُحبط وكئيب، بلا مخرج ولا حل، لذلك، فقد حان الوقت لاتخاذ قرارات صعبة وإعادة “إسرائيل” إلى المسار الصحيح وإعادة بناء الأمل، الذي سيحدد مصيرنا ويُعيدنا إلى حياة طبيعية وعقلانية. لكن التركيبة الحالية لقيادتنا تواجه صعوبة للقيام بذلك، وبالتالي فقد حان الوقت لاستبدالها.
من جانبه، وتحت عنوان “يجب على نتنياهو أن يقول الحقيقة” كتب محلل الشؤون العسكرية في “معاريف” ألون بن دافيد، إن القلق يساور أغلبية الإسرائيليين، في ظل الشعور بأن “اسرائيل” ضلّت الطريق، وان كل ما يهم قادتها هو الحفاظ على بقائهم السياسي.
وأضاف بن دافيد: نحن ننظر باستعلاء إلى الطلاب في أمريكا الذين يتظاهرون ضد الحرب على غزة، بينما ينتظر قسم كبير من الإسرائيليين معرفة الحقائق وصورة الواقع، من أشخاص يرتدون قبعات “النصر المطلق” ويلوحون بأيديهم في الهواء ويبتهجون في الاستوديوهات، فيما لا تزال دماء جنودنا تسيل في حرب بلا هدف ولا جدوى منها.
وغمز بن دافيد من قناة نتنياهو قائلاً: في السنوات التي كان لا يزال قادراً فيها على رؤية ما هو أبعد من المكياج وتصفيف الشعر، كان نتنياهو يزعم أنه تلميذ لرئيس وزراء بريطانيا العظمى خلال الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل، وهذه المقارنة تجافي الحقيقة بشكل صارخ. فبينما “إسرائيل” تتقلص، من الجنوب والشمال، يركز نتنياهو على تعزيز قبضة المخربَين، سموتريتش وبن غفير. وفيما وعد تشرشل ناخبيه بأنه سيقودهم إلى النصر على ألمانيا، لكنه أوضح لهم أن النصر سيتحقق على حساب الدم والعرق والعمل الجاد والدموع، يبيع نتنياهو أنصاره الشعارات البراقة مثل “نحن على بعد خطوة من النصر المطلق”.
وختم بن دافيد قائلاً: رفح، ليست الحدث الحاسم الذي سيحدد نتيجة الحرب، كما إن احتلالها ينطوي على خطر كبير بحدوث كارثة إنسانية، في ظل العدد الكبير للاجئين، لدرجة أنه حتى لو ألقيت حجراً هناك، فمن الممكن أن تقتل ثلاثة مدنيين. لذلك، هناك خطوط حمراء، لن يسمح العالم لنا بتجاوزها. وفي المحصلة فإننا نواجه تهديدات خطرة وجدية، تستدعي إزالتها وجود قيادة قادرة على إعادتنا إلى الطريق الصحيح، ولا تكتفي بعدّ الأصابع في الكنيست أو في الاستطلاعات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار