تدشين مشاريع تنموية في اللاذقية.. توقيع اتفاقية تعاون بين الأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر الإماراتي لتمكين المجتمع المحلي
اللاذقية- صفاء إسماعيل:
وقّعت الأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر الإماراتي، اتفاقية تعاون في المجال الإنساني بهدف تمكين المجتمعات المحلية في سورية التي تأثرت بتداعيات الزلزال الذي حدث في شباط العام الماضي، وذلك عقب وصول وفد الهلال الأحمر الإماراتي اليوم إلى اللاذقية، ويضم نائب الأمين العام للهيئة حمود الجنيبي وسفير دولة الإمارات بدمشق حسن الشحي.
وحددت الاتفاقية،التي وقعت لمدة خمس سنوات، مجالات العمل والتعاون المشترك في كل من: تأمين حياة آمنة للأسر التي تضررت وفقدت منازلها عبر مشاريع إعادة تأهيل المساكن، الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية بما يدعم تحسين الإنتاج الزراعي وواقع المزارعين عبر مشاريع ومبادرات تعنى بالحفاظ على البيئة والتوجه لمصادر الطاقة المتجددة، ضمان وصول المياه النظيفة للجميع، الاهتمام بالصحة العامة من خلال تعزيز التجهيزات الصحية واحتياجات المراكز، تمكين السيدات بمشاريع مهنية وريادية تحقق لهن الاستقلالية وتؤمن لهن مصادر دخل مستدامة، فرص متساوية للعائلات والأفراد في المدن والأرياف على امتداد الجغرافية السورية،
كما اتفق الطرفان على التشارك في وضع استراتيجيات العمل والخطط السنوية التنفيذية والخاصة بكل مشروع وتبادل الخبرات والاستشارات العلمية والفنية، إذ تستثمر الأمانة السورية للتنمية شراكتها الطويلة مع أبناء المجتمعات المحلية وتسخر إمكاناتها وبرامجها وتوزع فرقها في المحافظات لتنفيذ المشاريع والخطط وبلوغ أهداف التنمية المستدامة بما يتوافق مع منهجية التنمية المجتمعية، للوصول إلى مجتمعات محلية أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحديات وصولاً للتعافي المبكر.
وأوضح الجنيبي في تصريح للإعلاميين نقلته «تشرين»: وقعنا اتفاقية شراكة مهمة للغاية مع الأمانة السورية للتنمية، والتي جاءت بعد تعاون وعمل استمر لعام ونصف تقريباً منذ حدوث الزلزال في شباط عام 2023، كما افتتحنا مشاريع تنموية مهمة، تستفيد منها الكثير من العائلات السورية.
ونوه الجنيبي بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية التي بذلت جهوداً كبيرة في العمل الإنساني والتفاني والمتابعة لأبعد حد، وأشار إلى أن الأمانة هي التي اقترحت المشاريع التنموية التي تحتاجها المحافظة على الهلال الأحمر ليتم تنفيذها، مؤكداً استمرار التعاون بين الجانبين لسنوات عدة والذي سينتج مشاريع تنموية أخرى ستعم فائدتها على سورية كافة.
وأضاف: منذ حدوث الزلزال وحتى اليوم، نحن موجودون في سورية لنكون عوناً وسنداً لإخوتنا السوريين، ونأمل أن تكون سورية دائماً مزدهرة وتصل منتجاتها إلى جميع أنحاء العالم.
وخلال جولة وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي،
تم تدشين مشروع إرواء الأراضي الزراعية في قرية المشيرفة التابعة لبلدية وادي القلع في ريف جبلة ووضعه بالخدمة، والذي نفذته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وبدعم من محافظة اللاذقية.
وأكد محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال في تصريح للإعلاميين نقلته «تشرين» الاستمرار بتنفيذ المشاريع التنموية التي تأخذ بالحسبان الحاجات المجتمعية وتمكين العائلات، بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والأمانة السورية للتنمية.. مشيراً إلى أن محافظة اللاذقية تقدم كل الإمكانات اللازمة لتسهيل عمل هذه المشاريع التنموية وتقديم الخدمات بكافة أشكالها.
وشكر هلال دولة الإمارات قيادة وشعباً، بالإضافة لهيئة الهلال الأحمر، للجهود الكبيرة المبذولة منذ وقوع الزلزال وحتى اليوم، والتي وصفها هلال بأنها تعبير صادق عن عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين، وأضاف: أثبتوا للعالم أجمع أنهم فرسان الإنسانية والوفاء والكرامة.
بدوره، بيّن رئيس مجلس بلدة وادي القلع فداء أحمد في تصريح لـ«تشرين» أن المشروع يؤمن المياه النظيفة بشكل مستدام لأكثر من 470 عائلة تعتمد على الزراعة، عبر مصادر الطاقة المتجددة التي تعد ضرورة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يروي حوالي 700 دونم من الأراضي المزروعة بالخضار الصيفية، مؤكداً أن هذا المشروع يقدم خدمة ممتازة للمنطقة.
وبلغت تكلفة المشروع 500 مليون ليرة، وهو عبارة عن خزان تجميعي لمياه الينابيع بسعة 320 متراً مكعباً ومزود بالطاقة الشمسية.
من جهته، أكد مدير مكتب الأمانة السورية للتنمية في اللاذقية راني صقر أهمية التعاون بين الأمانة السورية والهلال الأحمر الإماراتي في تنفيذ مشاريع تنموية مهمة في اللاذقية، مشيراً إلى أنه من الضروري البحث عن أي فرص متاحة لاستثمارها لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق اتي يتم فيها تنفيذ المشاريع، ومشروع الإرواء في المشيرفة هو أحد هذه المشاريع التي تم تنفيذها بالشراكة مع الهلال الأحمر الإماراتي، والذي يقوم على الاستفادة من ينابيع عمرها عشرات السنين، كان الأهالي يستفيدون منها في ري مزروعاتهم بشكل محدود، مبيناً أن تنفيذ هذا المشروع جاء بناء على اقتراح الأهالي بإنشاء خزان تجميعي لمياه الينابيع مزود بالطاقة الشمسية.
كما تم توزيع آلات ومعدات زراعية، بينها جراران وأربع عزاقات على الجمعيات الفلاحية في نطاق ناحية الفاخورة بريف القرداحة، للمساهمة في تنمية الإنتاج وتستهدف 3500 دونم وأكثر من 1200 مزارع منتسب لهذه التعاونيات، بالإضافة إلى تقديم أسمدة وبذار علفية تساعد الفلاحين في الزراعة ومتطلبات تربية المواشي.
كما تفقد محافظ اللاذقية والوفد الإماراتي سير الأعمال في المدينة السكنية مسبقة الصنع المخصّصة لمتضرري الزلزال في اللاذقية، واستمعوا من القائمين على مشروع المدينة السكنية إلى مراحل وعمليات تنفيذ المشروع.