«إسرائيل» تدخل على الخط وتخلخل العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا
أثناء تقديم مشروع قانون إلى الكونغرس الأمريكي طالب اثنان من المشرعين الأمريكيين بإجراء مراجعة كاملة للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا.
جاءت دعوة العضوان في الكونغرس وسط مزاعم تتعلق بموقف جنوب إفريقيا إزاء أعداء أمريكا التقليديين، وكذلك بشأن تصريحات كبار المسؤولين في هذا البلد الإفريقي، وبذريعة تحركاته المعادية السامية والمناهضة لـ”إسرائيل”.
وبغض النظر عن اي اعتبار يحمله مشروع القانون هذا، إلا أنه يظهر بوضوح التزام أمريكا ومساعيها الحثيثة لحماية “إسرائيل” وتمليصها من أي مسؤولية عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان.
ولا يخفى على أحد أن جنوب إفريقيا هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في القارة الإفريقية، وأمريكا هي ثاني أكبر وجهة لصادرات جنوب إفريقيا، لهذا فإن أي محاولة لتعكير صفو العلاقات سيكبد واشنطن خسارة فادحة.
بالتوازي مع ذلك، ستسارع الدول المنافسة لأمريكا إلى اصطياد مثل هذه الفرصة الذهبية في حال اتسع الشرخ بين الجانبين، وما سيتمخض عن ذلك دون شك هو تعزيز مكانة جنوب إفريقيا في مجموعة البريكس.
ومن المتوقع أن تغتنم جنوب إفريقيا التي تتمتع بموقع مؤثر في الاتحاد الإفريقي هذه الفرصة لمواجهة التصرفات الأحادية للولايات المتحدة، وتوافق على خطط للحد من الدور الأمريكي والتغلغل الإسرائيلي في إفريقيا.
بالإضافة إلى ذلك، جنوب إفريقيا عضو في قانون النمو والفرص الإفريقي (أجوا) الذي يسمح للدول الأعضاء بالوصول إلى السوق الأمريكية دون رسوم جمركية للصادرات، الأمر الذي انتقده واضعو مشروع القانون الأمريكي المذكور سالفاً، في الوقت الذي يعتقدون فيه أن جنوب إفريقيا تعمل ضد المصالح الوطنية للولايات المتحدة من خلال التمتع بهذه المزايا.
في الواقع فضحت هذه السحابة السوداء التي باتت تخيم على العلاقات بين واشنطن وبريتوريا في ظل ظروف لا تنفك تحاول فيها جنوب إفريقيا تعزيز السلام والأمن والتنمية في العالم، ودعم شعب غزة المنكوب والأعزل، سياسة تأجيج الحروب ومعاداة حقوق الإنسان التي تنتهجها أمريكا، بل جعلتها أكثر وضوحاً أكثر من أي وقت مضى.
في الختام نستطيع القول إن الدعم الأمريكي الأعمى لـ”إسرائيل”، وعلاوة على أنه يلحق خسائر اقتصادية كبيرة بواشنطن، بات اللعنة التي دمرت مكانة أمريكا أمام الرأي العام العالمي.