بنك وراثي لبذار القمح… ٤٧ ألف طن مدور في مستودعات «إكثار البذار»
حماة- محمد فرحة:
منذ تأسيسها منتصف السبعينيات وحتى اليوم، قدمت المؤسسة العامة لإكثار البذار أنموذجاً مثالياً في كل ما يتعلق بالشأن الزراعي، وخاصة فيما يتعلق بأنواع البذار قمحاً كان أم بطاطا وشعيراً، وهي التي كلما احتجنا صنفاً من هذه البذار كانت الحاضرة في تأمين كل ما يلزم.
ورغم كل ما تعرضت له من جراء العبث والتخريب الذي طال المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا، والبنك الوراثي لأجود أصناف القمح، عادت وبسرعة ونهضت وتقوم بتزويد كل المحافظات ببذار القمح المحلي والبطاطا المستورد تارة والمنتج محلياً طوراً آخر.
في لغة الأرقام والاستعداد لحصاد موسم القمح الحالي، أكد مدير عام المؤسسة تكليفاً المهندس حسين حاج عبدو أنه توجد لدى المؤسسة اليوم ٤٧ ألف طن من بذار القمح المدوّر بوضع فني ممتاز بانتظار حصاد وجني المساحات المزروعة المتعاقد عليها مع المزارعين، والتي نتوقعها أكثر من الكمية المدورة الموجودة، لاعتبارات عدة، يأتي في مقدمتها ما أتيح للمحصول من ظروف مثالية لجهة الهطلات المطرية والأسمدة والعناية الفائقة من قبل المزارعين النموذجيين في كل محافظة من المحافظات.
وأضاف مدير عام المؤسسة في حديثه لـ”تشرين”: إن الحرص على وجود أكبر قدر من بذار القمح لدينا يشكل هاجساً لنا، إذ لا يجوز أن تخلو مستودعاتنا من حاجة القطر من بذار القمح المحسن وذي المردودية العالية، فيما لو توافرت للمزارعين كل المستلزمات وقدموا كل حاجيات المحصول، عندها سيعطي الهكتار بما لايقل عن الـ٥ والـ ٦ أطنان في الهكتار الواحد ، فالموضوع يتعلق بالأمن الغذائي، وهذا كل ما يسعى إليه المعنيون؟
وعن أسعار القمح المتعاقد عليه مع المزارعين أوضح مدير المؤسسة أن السعر الذي تم تحديده بـ٥٥٠٠ ليرة جيد، زد على ذلك، فهناك لدى مؤسسة الإكثار حوافز تشجيعية ستكون محط اهتمام كل المزارعين المتعاقد معهم لاعتبارات عدة، تأتي في مقدمتها جودة المنتج ونقاوته وخلوه من أي شوائب أخرى، فهو أقل مايقال عنه قمح مميز ، حيث يقوم المزارعون اليوم بتنقية المساحات المزروعة من كل النباتات الغريبة والأعشاب الضارة بهدف الوصول إلى سويّة عالية من البذار.
بالمختصر المفيد: رغم كل ما تمت الإساءة إليه مع بداية الأزمة لجهة مستودعات بذار القمح والبنك الوراثي، تمت استعادته بفضل الدعم الكبير الذي قدم ولا يزال يقدم للمؤسسة العامة لإكثار البذار.
لكن تبقى مسألة دعم المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا غاية الأهمية، كي نصل يوماً إلى الاستغناء عن استيراد أي كمية من بذار البطاطا بالقطع الأجنبي، وهذا هو المكسب والمبتغى ونأمل أن نرى ذلك قريباً.