بعد عدة سنوات على إحداثه.. هل لمس المزارعون دوراً لمخبر المكافحة الحيوية وضمّد جراح البيئة من أثر المبيدات؟
حماة – محمد فرحة:
ثمة إحصاءات تدعو للتشاؤم والتوقف عندها طويلاً، مؤداها أن المساحات الزراعية بدأت تتقلص وتزداد تملّحاً بفعل السياسات الزراعية غير الرشيدة، يضاف إلى ذلك بعض المؤثرات البيئية، الأمر الذي يجعل مردود الأرض ضعيفاً من جراء فقدان قدرتها على الإنتاج.
فكيف السبيل لتضميد جراح الأرض والبيئة في آنٍ واحد؟، وماذا حقق مخبر المكافحة الحيوية في مجال زراعة حماة بعد عدة سنوات على إحداثه بهدف الحد من المكافحة الكيماوية واستخدام المبيدات؟
عن هذه الأسئلة، يوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير أن دائرة المكافحة الحيوية تعمل بهدف ضبط مجتمعات الآفات الزراعية بطريقة آمنة، بعيدة كل البعد عن المكافحة بالمبيدات التي تلوّث التربة ولما لها من تأثير كبير على البيئة أيضاً والأثر المتبقي.
وأضاف باكير: يتكون المبيد الحيوي من فطر “التريكو ديرما”، والمخبر هو الأول من نوعه في سورية، تم إنشاؤه بخبرات وطنية صناعة وتجهيزاً، وقد باشر عمله التجريبي لأول مرة عام ٢٠١٨ في إنتاج المستحضر التجاري لفطر “التريكو ديرما”. مشيراً إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية لهذا المعمل تبلغ / ٥٠ / طناً، تخصص لمكافحة ٥ آلاف هكتار وفقاً لشدة الإصابة.
وفي معرض إجابته عن سؤال: هل حقق المردود المنتظر منه؟ كشف مدير زراعة حماة أن وحدة اختبارات الجودة في الدائرة تعمل بشكل يومي على اختبارات وإنتاج سلالات جديدة وشرسة قادرة على تحقيق الغاية والهدف المرجو منها في مجال المكافحة الحيوية، في ترب عدد من المحافظات بعد إجراء الاختبارات المخبرية والحقلية.
وتطرق باكير إلى أنه تم إنتاج طفيليات حشرية تستخدم في مكافحة ديدان القطن والعديد من الحشرات الأخرى، حيث يتم بشكل سنوي توزيع وإطلاق الملايين من الطفيليات في حقول العديد من المحاصيل الزراعية كالقطن والأشجار المثمرة كالتفاح والرمان، حيث تصل المساحات التي يتم إطلاق هذه الطفيليات فيها إلى مئات الهكتارات، بهدف الحصول على منتج خالٍ من الأثر المتبقّي عند استخدام المبيدات الكيماوية، زد على ذلك تلويثها للتربة وارتفاع نسبة التملّح بها، وخاصة أن بعض الأراضي تروى بمياه الصرف الصحي وهذا ممنوع منعا باتاً.
وبين أن لدى المديرية شعبة خاصة بالمفترسات، وهي شعبة متخصصة في إنتاج المفترس الحشري ” أبي العيد الدقيق”، ويستخدم في بساتين الفستق الحلبي والتفّاحيات والرمان والأشجار المثمرة الأخرى ، مؤكداً حرص وزارة الزراعة على التمسك بكل المساحات الزراعية وعدم تقلصها حفاظاً على الإنتاج الزراعي الغذائي.
بقي أن نشير إلى أن كل عشر كبسولات تحتوي تقريباً نحو عشرين ألف بيضة، قيمتها ألفا ليرة، في حين يبلغ سعر كيلو “التريكو ديرما” ثلاثين ألف ليرة، في الوقت ذاته هناك العديد من الأعداء الحيوية تقدم مجاناً للمزارعين.
بالمختصر المفيد: شكّل المختبر ولو بشكل بسيط ويسير اليوم محط اهتمام المزارعين، ولكن ليس بالمطلق، لكنه سيشكل مستقبلاً نقطة تحوّل في عمليات مكافحة الحشرات الضارة التي تضرب بعض المحاصيل والأشجار المثمرة، وقد يكون مستقبلاً “ضماداً” لجراح البيئة والتربة، ويجعلهما أكثر نظافة وأقل تلوثاً وكذلك للأشجار المثمرة.