الحسكة تواجه الكوليرا بالتوعية
الحسكة – خليل اقطيني:
يواصل متطوعو فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة تنفيذ حملة توعية حول الكوليرا وأعراضها.
وذكر رئيس مجلس إدارة الفرع علي منصور أن الهدف من هذه الحملة هو رفع الوعي الصحي، وتجنُب خطر الإصابة بالكوليرا.
ويتم تنفيذها بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في أكثر من 20 مدرسة من مدارس المرحلة الأولى من التعليم الأساسي في مدينة الحسكة وريفها وريفي منطقة القامشلي وناحية تل حميس. وتشمل الحملة توزيع 9000 حقيبة نظافة تتضمن صابوناً وسائل جلي.
مبيناً أن أهمية هذه الحملة تكمن في أن الموضوع الذي تتصدى له خطير جداً على الإنسان. إذ إن الكوليرا يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصحّاء سابقاً، إذا لم يتم علاجها، وهي مرض بكتيري عادة ما ينتشر عن طريق الماء المُلوَّث، وتتسبَّب بالإصابة بإسهال وجفاف شديد.
وأشار منصور إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري اختارت بعناية المواقع الملائمة لتنفيذ هذه الحملة، وهي القرى الفقيرة في ريف محافظة الحسكة، وذلك لأن خطر الإصابة بوباء الكوليرا يرتفع عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الناس على العيش في الأماكن المزدحمة الخالية من مرافق الصرف الصحي الملائمة.
لافتاً إلى أن متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري أوضحوا للسكان المستهدفين أن الكوليرا رغم خطورتها يمكن علاجها بسهولة، ويمكن الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد، عن طريق استخدام محلول أمعاء بسيط وغير مكلِّف، لكن المشكلة تكمن في أن أغلب المرضى لا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى أساساً، ولكن لأن بكتيريا الكوليرا تكمن في برازهم لفترة تتراوح ما بين 7 أيام و14 يوماً، وخلال هذه الفترة ينقلون العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.
وأكد منصور أن الحملة شرحت للسكان المستهدفين أن أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل، يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى. بينما يصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالباً ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى. ومن هذه الأعراض الإسهال والغثيان والقيء والجفاف الذي يؤدي إلى فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسؤولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسم الإنسان. ويُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.
مشدداً على أن عدوى الكوليرا تحصل بسبب أحد أنواع بكتيريا ضمة الكوليرا. وتظهر الآثار المميتة للمرض نتيجة سم تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. ما يدفع الجسم إلى إفراز كميات هائلة من الماء، ما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح (الكهارل)، وهذا يدفع الكوليرا لتصبح من أسرع الأمراض القاتلة. لأن الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والكهارل يؤدي إلى الموت في غضون ساعات، في معظم الحالات الحادَّة، أمَّا في الحالات الأقل حِدَّةً ، فقد يموت المرضى الذين لم يتلقَّوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض الكوليرا، وذلك بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية، اللذين يعدان من أسوأ مضاعفات الإصابة الكوليرا، لكن رغم ذلك ثمة مشكلات صحية أخرى قد تحدث، مثل انخفاض سكر الدم ومستويات البوتاسيوم والفشل الكلوي، ولهذا شدد المتطوعون في الحملة على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وهي غسل اليدين بالصابون والماء بشكل متكرِّر، وشرب الماء الآمن فقط، إضافة إلى تناوَلْ الطعام المطبوخ والساخن تماماً، والالتزام بالفواكه والخضار القابلة للتقشير.