من إعلام العدو.. «هآرتس»: نتنياهو يقامر بمصير «إسرائيل» وهدفه الأهم هو البقاء في السلطة بأي ثمن
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
شنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية هجوماً لاذعاً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قائلة إن الهدف الأهم بالنسبة له هو الحفاظ على حكمه والبقاء في السلطة بأي ثمن، وأضافت أن نتنياهو يعتبر نفسه «ملك إسرائيل» وأن الأخيرة موجودة فقط من أجل رفعته وتمويل أسلوب حياته.
وتابعت الصحيفة، أنه من أجل تكريس نظام عبادة الشخصية، سعى نتنياهو إلى تدمير كل الضوابط والتوازنات، ولهذا السبب روّج للانقلاب الذي يهدف إلى سحق النظام القضائي، تعامل مع رؤساء الجهاز الأمني كأرقام صغيرة، ووصف المتظاهرين ضده بالخونة أنه استغل كل السنوات التي قضاها في السلطة من أجل تفجير الصراعات بين مجموعات المجتمع، الذي انقسم إلى معسكرين: معسكر الـ «بيبيين» أي المؤيدين لـه، ومعسكر المعارضين له، حتى لو كانت نتيجة ذلك أن تحترق «إسرائيل».
كما استخدم نتنياهو سياسة ” فرِّق تسد”، التي قادت «إسرائيل» إلى أزمة سياسية معقدة، إلى أن تمكن من إيجاد شريكين له في التفكير، هما العنصريان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، اللذان يتبنيان أيديولوجيا فاشية.
وعمل نتنياهو على إدامة الصراع، وكرّس حياته كلها لمحاربة الحركة الوطنية الفلسطينية والقضاء على عملية السلام، ورفض كل أشكال التفاوض مع الفلسطينيين، وبدلاً من منح الاستقلال للفلسطينيين، يعمل نتنياهو على الاستيلاء على أراضيهم في الضفة الغربية، وإطلاق العنان لبلطجية منظمة «التلال اليهود»، الذين يقتلون الفلسطينيين وينكلون بهم ويحرقون ممتلكاتهم بهدف إجبارهم على الرحيل عن أراضيهم.
وبحسب الصحيفة، فقد تبنى نتنياهو سياسة معادية للمجتمع العربي، معتبراً أن العرب عبارة عن «مجموعة إرهابيين»، وشجع العنصرية والإقصاء تجاه المواطنين العرب، وجعلهم هدفاً للمنظمات الإجرامية اليهودية، ما أدى إلى زيادة معدلات جرائم القتل في الوسط العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو تعمد استفزاز الإدارة الأمريكية، رغم إدراكه أن «إسرائيل» تعتمد على الولايات المتحدة، وهو ما أصبح أكثر أهمية في الظروف الحالية، ومع ذلك، فإنه يصر على افتعال خلاف مع الرئيس الصديق جو بايدن، وتعريض المصالح الأساسية لـ«إسرائيل» للخطر.
ورأت الصحيفة، أن كل هذا يبقى صغيراً جداً أمام كارثة السابع من تشرين الأول، التي يتحمل نتنياهو شخصياً مسؤوليتها، علماً أن فصول الكارثة تستمر في حرب فاشلة ووحشية في غزة، قُتل فيها آلاف الفلسطينيين ومئات الجنود الإسرائيليين، وفي صراع عقيم في الشمال، وفي فتح جبهة ضد إيران.