التغير المناخي يصيب نصف مليون شخص بالسكتة الدماغية كل عام
تشرين:
يشكّل تغيّر المناخ تهديداً أساسياً لصحة الإنسان، ويؤثّر في البيئة المادية وعلى جميع جوانب النظم الطبيعية والبشرية – بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية وأداء النظم الصحية، ولذلك فهو عامل مضاعِف للتهديد يقوّض عقوداً من التقدم الصحي، ويُحتمل أيضاً أن يعكس اتجاه هذا التقدم، ومع تغير الظروف المناخية، لُوحظ حدوث ظواهر جوية ومناخية أكثر تواتراً وكثافة، بما في ذلك العواصف والحرارة الشديدة والفيضانات وحالات الجفاف وحرائق الغابات، وتؤثر هذه المخاطر الجوية والمناخية في الصحة بشكل مباشر وغير مباشر، مّا يزيد من خطر الوفيات، والأمراض غير السارية، وظهور الأمراض المعدية وانتشارها، وحدوث حالات الطوارئ الصحية.
في السياق، أكد علماء صينيون بعد دراسة حديثة حول العلاقة بين تغير المناخ والسكتات الدماغية، أن درجات الحرارة القصوى أدت إلى 521 ألف سكتة دماغية قاتلة.
ودرس علماء صينيون من جامعة سنترال ساوث في مدينة تشانغشا بمقاطعة هونان العلاقة بين تغير المناخ والسكتات الدماغية المرتبطة به في جميع أنحاء العالم.
وفي دراسة نشرت في المجلة العلمية لعلم الأعصاب، أوضح العلماء أن نزيف الدماغ الناجم عن درجات الحرارة القصوى يمكن أن يودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص كل عام، ووفق الدراسة، تشير التقديرات إلى أنه يتم الإبلاغ عن أكثر من 521 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب نزيف الدماغ المرتبط بدرجات الحرارة.
وقال موقع «غازيتا» الروسي: تعتمد الدراسة التي قام بها العلماء الصينيون على السجلات الطبية على مدار الثلاثين عاماً الماضية في أكثر من 200 دولة، حيث قام العلماء بتحليل عدد الوفيات والإعاقات بسبب السكتات الدماغية، كما قاموا بمقارنة البيانات مع المؤشرات المناخية.
وأشارت الدراسة، إلى أن أعلى معدل للوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية في بلدان آسيا الوسطى بلغ 18 لكل 100 ألف شخص، ولكن الوضع الأكثر إثارة للقلق هو في مقدونيا الشمالية في البلقان 33 حالة لكل 100 ألف شخص”.
وخلص الخبراء إلى أن غالبية (424 ألف حالة) اضطرابات الدورة الدموية الدماغية الحادة كانت ناجمة عن البرد وليس الحرارة، فعند الإصابة بالبرد، تضيق الأوعية الدموية لدى الشخص، ما يؤدي إلى زيادة الضغط، بما في ذلك في الدماغ. وفي الوقت نفسه، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تعزيز الجفاف، ما يبطئ تدفق الدم ويساهم أيضا في الإصابة بالسكتة الدماغية.
هذا وقال طبيب الأمراض الجلدية البريطاني جاستن هيكستال لصحيفة “ديلي ميل” إن التعرض المعتدل لأشعة الشمس يساعد على إطلاق أكسيد النيتريك ليوسع بذلك الأوعية الدموية ويخفض ضغط الدم.