” البحوث الزراعية ” تعزز جدوى الاستمرار في زراعة الزيتون..أصناف محلية جديدة مقاومة للجفاف

دمشق- محمد زكريا:

تعكف الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية على دراسة أصناف زيتون محلية جديدة متحملة للجفاف بهدف استدامة وزيادة إنتاجية هذا المحصول، ولاسيما بعد وصول جودة إنتاج زيت الزيتون السوري إلى مراحل وتصنيفات متقدّمة عربياً وعالمياً، حيث وصل  في السنوات الماضية بحسب التقارير الصادرة عن وزارة الزراعة إلى المرتبة الخامسة عالمياً على مستوى الإنتاج والثالثة عربياً، في حين وصل عدد أصناف الزيتون المزروعة في سورية ما يزيد على 75 صنفاً محلياً وأكثر من 40 صنفاً مدخلاً من أصل 1200 صنف يستخدم في أنحاء العالم.

مهدد بالتراجع
إلّا أن هذا المحصول وحسب البعض من خبراء الزراعة مهدد بالتراجع، في ظل وجود صعوبات قد تؤثر في جودة وتصنيف هذا المحصول، لعلّ أبرزها صعوبة الوقوف على الأعداد الفعلية لأشجار الزيتون، وعدم توفر قواعد بيانات تتعلق بالأعداد على مستوى الصنف والعمر، مع ضعف البيانات المتعلقة بالإنتاج وعدم دقة البيانات المتعلقة بمعاصر الزيتون، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، ولاسيما أجور العمالة وانخفاض الإنتاجية، وتدني نوعية الإنتاج بسبب انتشار بعض الآفات الرئيسة، مثل عين الطاووس وذبابة ثمار الزيتون وما إلى ذلك.

وصل عدد أصناف الزيتون المزروعة في سورية ما يزيد على 75 صنفاً محلياً وأكثر من 40 صنفاً مدخلاً من أصل 1200 صنف يستخدم في أنحاء العالم

ويشير التقرير – الذي حصلت “تشرين” على نسخة منه – إلى وجود صعوبات أخرى تتمثل في انخفاض إنتاجية الشجرة وتدني نوعية المنتج وعدم سلامته بسبب عدم تطبيق الممارسات الجيدة في الزراعة، إلى جانب عدم الاستفادة من التنوع الوراثي للأصناف المزروعة بما يتناسب مع البيئة، وضعف التطبيق العملي لنتائج الدراسات والأبحاث في مجال إنتاج الزيتون، والتواصل بين الجهات الإشرافية والمنتجين، ويترافق الضعف مع تردي كفاءة التسويق نتيجة عدم توفر أسواق مركزية وشركات متخصّصة بالتسويق، وضعف المعرفة بمتطلبات الأسواق الخارجية من حيث اشتراطات القبول والرفض ومتطلبات السلامة والمواصفات، وعدم وجود دراسات تسويقية محفزة، ناهيكم بضعف البنية التحتية للجودة في مجال الإنتاج، وعدم وجود متخصص لتحليل زيت الزيتون لضبط المواصفات والجودة وضعف البنية التحتية لمنشآت التصنيع.

أصناف محلية جديدة
رئيسة قسم بحوث الزيتون في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتورة ريم عبد الحميد، بيّنت أن الهيئة تسعى إلى الارتقاء بهذا المحصول من خلال رفده بالأبحاث العلمية الزراعية الحديثة، وتقديم التقانات التكنولوجية له من خلال إحداث مراكز اختبارات وتحاليل خاصة بزيت الزيتون.

عبد الحميد: الهيئة تعمل على إدخال أصناف زيتون محلية جديدة تكون مقاومة للجفاف وذات فائدة وإنتاجية عالية

وأوضحت عبد الحميد  لـ”تشرين” أنّ الهيئة تعمل على إدخال أصناف زيتون محلية جديدة تكون مقاومة للجفاف وذات فائدة وإنتاجية عالية، منوهةً بأن ظاهرة المعاومة، وهي عدم ثباتية الإنتاجية السنوية لشجرة الزيتون والتي تكون الإنتاجية عالية في الموسم الأول لتضعف أو تكاد معدومة في الموسم الثاني، هي ظاهرة وراثية فيزيولوجية تدخل فيها عدة عوامل، منها التغذية وعناصر المناخ والصنف والحالة الصحية للشجرة، وبالتالي سبب هذه الظاهرة يعود إلى التفاعل المعقد للعوامل الخارجية والداخلية الفيزيولوجية معاً، وهي ظاهرة منتشرة  ويمكن التغلب عليها من خلال اتباع الإرشادات والتوجيهات الخاصة بالتقليم وغيرها من الإرشادات.

مصفوفة تنفيذية
يذكر أنّ رئاسة مجلس الوزراء وافقت خلال السنوات الماضية  على اعتماد مصفوفة تنفيذية لمحصول الزيتون، حيث تتضمن هذه المصفوفة جملة إجراءات تتركز على القيام بتوفير قاعدة بيانات مركزية تساعد على وضع الخطط، وهذا يأتي من خلال مسح شامل لأشجار الزيتون، بحيث يكون العدُّ فعلياً وليس تقديرياً، مع المسح الشامل والميداني لمعاصر الزيت ومنشآت المنتجات الثانوية، إضافة إلى استخدام تقانات الاستشعار عن بعد، كما شملت المصفوفة التركيز على زيادة الإنتاج وإنتاجية الشجرة من خلال متابعة تنفيذ خريطة الحزام البيئي وتحديد الأصناف الملائمة حسب المنطقة، على أن تتضمن هذه الخريطة الآفات وخرائط الأصناف الملائمة حسب المناطق، والنظم الزراعية والتوسّع ببرنامج الإدارة المتكاملة للأمراض وحشرات الزيتون، مع اعتماد المعادلة السمادية حسب نتائج تحليل التربة، كما أن زيادة إنتاجية الشجرة تحتاج إلى إجراء بحث عينة عشوائية لتقدير الإنتاج الفعلي وإعداد دراسة حول مؤشرات إنتاج الزيتون ومنتجاته حسب الصنف، وإعداد دراسات حول كفاءة الأعداء الحيوية مثل فعالية المتطفلات المتخصّصة بمكافحة ذبابة ثمار الزيتون وتربيتها وإكثارها في حال الجدوى الاقتصادية لها.

نسب نمو
يشار إلى أنّ المساحة المزروعة بالزيتون شكّلت في العام 2006، نحو 62.82% من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة على مستوى القطر، أي ما يقارب 565 ألف هكتار، وازدادت هذه المساحة لتصل في العام 2016 إلى نحو 66.11% من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة بمساحة 692 ألف هكتار بمعدل نمو سنوي يصل إلى 2%، في حين وصلت المساحة المزروعة منه في العام 2018 إلى 693 ألف هكتار، مع الإشارة إلى وجود اختلاف في معدلات النمو السنوية لمساحة الزيتون بين المحافظات، وذلك حسب الفترات المدروسة، فقد كانت موجبة لكافة المحافظات خلال الفترة الممتدة من 2006 إلى 2018 في الرقة 6% تليها حماة 4% وحمص 3%، وسجلت محافظة حلب أكبر مساحة مزروعة بالزيتون 190 ألف هكتار، أي 27% من إجمالي مساحة الزيتون في القطر، وذلك حسب إحصاءات وزارة الزراعة لعام 2018.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار