تغيير المدربين برستيجاً
لا تكاد تنتهي مرحلة من مراحل الدوري الممتاز لكرة القدم إلا ونشهد استقالة مدرب أو اثنين على الأقل.
فالدوري شارف على نهايته، فلا يوجد أي داعٍ لاستقالة أو لإقالة أي مدرب، وكما يقول المثال الشعبي” اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”.
فما الفائدة من التغيير إذا كانت الأمور قد انتهت؟.
في نسخة هذا الموسم من دورينا الممتاز للمحترفين الذي ليس لديه من الاحتراف سوى الاسم فقط، فهو بعيد كل البعد عن كل ما يسمى ممتازاً أو محترفاً، فلا ملاعبنا تصلح لإقامة المباريات عليها، بل لا تصلح حتى لسباقات الخيل، وهذا كلام واقعي وملموس، ونتساءل: متى يكون لدينا ملعب على مستوى عال تتمكن فيه منتخباتنا الوطنية وأنديتنا التي تشارك في الاستحقاقات الخارجية” العربية والآسيوية” من اللعب في أرضها وبين جماهيرها… سؤال بحاجة لإجابة شافية من المعنيين بشأن رياضتنا، ولاسيما السلطة العليا المتمثلة في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام؟!!!..
وبالعودة إلى مدربينا فهم أحجار شطرنج يتنقلون بين الأندية، والأسماء غالباً ما تتكرر نفسها بين هنا وهناك، والأهم الزيادة في قيمة العقد الموقع، ولا يهمهم أي شيء آخر.
لكنهم في الوقت ذاته شماعة أخطاء لإدارات الأندية والجمهور على حدٍّ سواء، فغالباً ما تقع على عاتقهم مسؤولية أي خسارة للفريق أو فشل لمجلس إدارة النادي، ولا توجد أي ضوابط أو معايير لاختيار هذا المدرب أو ذاك، حيث لا يتم النظر إلى تاريخه الكروي أولاً ومن ثم إلى تاريخه التدريبي وعدد الشهادات التدريبية التي حصل عليها من هنا وهناك، بل يتم الاختيار حسب القرب والعلاقة الجانبية مع رئيس النادي أو أحد أعضاء مجلس الإدارة إن صح التعبير، إضافة إلى الأمر المهم والمتعلق بعقود اللاعبين ودورهم فيه وما يجنونه من وراء ذلك ، فهذا هو الواقع الحقيقي الذي تعيشه رياضتنا.
لكن في الوقت نفسه لا يوجد له ضمانة، ومصير أي مدرب مرهون بأقدام اللاعبين، لكن عند النجاح يجد ألف شخص وألف داعم في الواجهة الإعلامية، فهو يتعب ويجتهد من أجل غيره ولن ينال أي كلمة شكر بحجة أن هذا هو عمله.
فهل إلى مجال ولو بصيص أمل للتغيير نحو الأفضل والأحسن بعيداً عن المحسوبيات والعلاقات الخارجية الجانبية؟، بالتأكيد نتمنى أن لا ينطبق كلامنا على الحقيقة، فالحقيقة دائماً مُرّة..