نهوض قطاع النحل بشكل لافت.. والإنتاج المتوقع قد يصل إلى ٢٦٠٠ طن
حماة – محمد فرحة:
أفضل تعبير ووصف اليوم لقطاع النحل والعاملين فيه هو المد والجزر، فتارة اندفاع وانتعاش، وطوراً آخر تراجع وانكماش.
هذا حال القطاعات الزراعية كلها، فمن الانتعاش إلى الانكماش، فقد يكون هذا أحسن توصيف لقطاع النحل اليوم، في الوقت الذي وصل فيه سعر كيلو العسل بين الـ ١٢٥ ألف إلى ١٣٠ ألف ليرة ، فإذا كانت الخلية الواحدة تعطي وسطياً حسب التقديرات الإحصائية ١٠ كغ من العسل سنوياً، فهذا يعني أن مردودها، أي الخلية يتعدى المليون ليرة ، وهذا مبعث للارتياح.
لكن بالمقابل قد لا تنتج شيئاً، مايعرّض المربين إلى خسائر مادية ومعنوية وفقاً لحديث رئيس لجنة النحل في اتحاد غرف الزراعة أمين قابقلي.
وزاد على ذلك بأن وضع النحالين اليوم بين الجيد جداً و الضعيف، فالمسألة تعود إلى وجود الموائل الزهرية، وصعوبة نقل خلايا النحل وكلفتها، هذا إذا لم تتعرض إلى مغادرة الخلية أو نفوق بعضها من جراء استخدام السموم والمبيدات الزراعية.
وبلغة الأرقام التي هي لغة الإقناع، أوضح قابقلي: لدينا وفقاً لآخر إحصاء أعدته وزارة الزراعة العام الماضي / ٥٣٥٥٠٠ / خلية نحل ، تعطي كل منها وسطياً ١٠ كغ من العسل سنوياً في حال توافرت الظروف المثالية للنحل ، ويمكن ألا تعطي شيئاً.
وأضاف : اليوم مثلاً موسم زهور الحمضيات، حيث يقوم المربون بنقل الخلايا الى الساحل، وهطلت الأمطار لأيام عدة، ففي هذه الحالة لايغادر النحل الخلايا، وبالتالي ماجمعه من غذاء ورحيق الأزهار سيتغذاه إلى حين عودة الدفء.
ففي الساحل أزهار وأنواع حمضيات تثمر وتبقى تزهو بالزهر وهذا مكسب للنحالين، وفي حال عدم وجود ذلك يضطر المربون إلى البحث عن موائل زهرية آخرى ، مثل أزهار اليانسون والنباتات العطرية في ريف دمشق ، الأمر الذي يضطرهم إلى نقل الخلايا إلى هناك او إلى مواقع مشابهة.
أما بخصوص استخدام المبيدات الحشرية، فأصبح تأثيرها قليلاً، وخاصة المبيدات الجهازية منها ، فضلاً عن أن المربين يدركون ذلك.
ولدى سؤال “تشرين” له هل القصد أن لا أحد يضع خلايا نحله في أماكن قد تتعرض لاستخدام المبيدات لينطبق عليهم “لايجوز وضع عود ثقاب بالقرب من مستودع البارود” ؟
أجاب بالتأكيد، مضيفاً : في كل الأحوال حتى الآن يعتبر الجو جيداً ومقبولاً بالنسبة للمربين ، والطبيعة مليئة بالموائل الزهرية، لكن هذا يتطلب جهداً كبيراً عند نقل الخلايا من موقع إلى آخر ، ولذلك ترى المربين ينقلون قسماً منها ويتركون القسم الثاني في مكان آخر خشية من تعرضها للسطو أو لأي طارئ قد يودي بها.
عدد من المربين أكدو لـ”تشرين”، ومنهم نزار الجابري ووافي محمود أنه قد يخطئ من يظن أن تربية النحل غير متعبة ، بل على العكس تماماً، فهناك تنقلات مستمرة للخلايا بحثاً عن الموائل الزهرية.
مضيفين:أحياناً نقوم بنقلها من محافظة حماة إلى الساحل عند بدء أشجار الحمضيات بالإزهار ، وعند انتهاء موسم الزهر نقوم بترحيلها إلى حلب وأحياناً إلى الرقة وريف حمص ، وهذا مكلف جداً.
وتابع المربي نزار الجابري : زد على ذلك هناك تكلفة إضافية يتطلبها النحل هي موائل الغذاء عند انعدامها في الحقول.
بالمختصر المفيد : أياً كانت التكاليف، فإن إنتاج خلية واحدة إن كان عشرة كغ فعلاً، فهذا يعني مليون ليرة صافية، فماذا لو كان لدى المربي عشرات بل مئات الخلايا في موسم مليء بالموائل الزهربة كهذا العام ؟
غير أن مبعث الخوف على الجانب الآخر الخسائر التي يمكن أن تلحق بالمربين والتي تتمثل في نفوق النحل أو هجرته من موقعه، وهذا يحدث في حال غياب الموائل الزهرية والبيئة غير النظيفة.
ونختم بما أكده رئيس لجنة النحل بأن إنتاج العسل المتوقع هذا العام قد يصل إلى ٣٦٠٠ طن .