المعايدات الإلكترونية لا تغني عن التواصل الحقيقي في العيد
دمشق- دينا عبد:
تلاشت العديد من المظاهر التي كانت ترافقنا خلال العيد خاصة بين الأقارب والأصدقاء؛ فجمالية العيد تكمن في زيارة الأهل والأقارب.
عناوين عريضة
بحسب غيثاء ( ربة منزل) فإن الزيارات العائلية وصلة الأرحام وتبادل الزيارات عناوين العيد العريضة، ولكن هذه الطقوس باتت تتراجع مقابل اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل المعايدات التي اختصرت المسافة بين الأهل، حيث أصبح الجميع يرسل رسائل المعايدات بحجة بُعد المسافة.
بدوره أمجد ( موظف) أشار إلى أن الملاحظ العيد اختلف عن السنوات السابقة من حيث قوة العلاقات الاجتماعية وإحجام البعض عن تبادل الزيارات.
اختصاصية اجتماعية: رسائل الموبايل مجرد أحرف جامدة لا تحمل شيء من المشاعر
تطبيقات التواصل
المرشدة الاجتماعية صبا حميشة بينت أن وقوع أجهزة الاتصال الحديث بين أيدي الجميع بلا استثناء صغيراً أم كبيراً أضحت تغني عن التواصل الاجتماعي الطبيعي مع الآخرين، وهذا يعود بتأثيره السلبي على الأفراد والمجتمع، وتضيف المعايدة الالكترونية لسهولتها حلت مكان الزيارات، وخصوصاً أنه في معظم المناسبات الاجتماعية لا نولي التواصل مع الآخرين ذلك الاهتمام إلا عن طريق وسائل العصر الحديثة.
على عكس المعايدات الالكترونية، وإن احتوت على عبارات منمقة وكلمات رنانة هي مجرد أحرف جامدة فاترة لا تحمل شيئاً من المشاعر، والتي قد تؤدي إلى الاستهتار بمعنى المشاعر الحقيقية وتحولها إلى كتلة باردة شاحبة، تتناقل من جهاز إلى آخر وقد تنسخ من معايدة أخرى، و لربما محيت من الجهاز من دون الاطلاع عليها، مشيرة إلى أن المعايدة الالكترونية وسيلة لتذكر من نسيهم الإنسان أو من قبع اسمه في ذاكرة هاتف ولم يسعفه الوقت للتواصل معه، ولكنها لم ولن تكون البديل للمعايدة التقليدية خصوصاً ممن قربت علاقتنا منه سواء نسباً أو مكاناً.
خبير تنمية بشرية: صلة الأرحام أساس مهم من أسس بناء العلاقات الاجتماعية
بدوره خبير التنمية البشرية محمد لبابيدي بين أن صلة الأرحام هي من صلب روحانياتنا ،وأساس مهم من أسس بناء العلاقات الاجتماعية السليمة والقوية بين الأهل والأقارب الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المجتمع بشكل عام .
وبيّن أنه عبر التاريخ تمت المحافظة على هذه الصلة، ولكن بأشكال مختلفة وفقاً لتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وتغير ظروف ومتطلبات الحياة بشكل عام ؛ فقد كانت صلة الأرحام شبه دائمة على مدار العام وتشمل الأرحام من الدرجة الأولى والثانية والثالثة وحتى الرابعة نتيجة لوجود بساطة في الحياة وقصر في متطلباتها وبطء في سرعتها وقلة في مشاغلها وقرب أماكن السكن بين الأهل والأرحام ووجود أعمال مشتركة بينهم، وتداخل هذه العلاقات بعلاقات النسب والمصاهرة ؛ ولكن ومع تزايد سرعة الحياة وكثرة متطلباتها ومشاغلها وبعد المسافات بالسكن فيما بين الأهل والأحباب خف التواصل كثيراً ليقتصر على المناسبات كشهر رمضان المبارك والأعياد، ومع تزايد صعوبة الظروف الاقتصادية والضغوط النفسية الناتجة عنها على الناس أصبح التواصل يقتصر على المناسبات (الأعياد) وعلى الأقارب من الدرجة الأولى والثانية بدرجة أقل
مع استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل المعايدات مع الأقارب من الدرجة الثالثة والرابعة.
وهذا أمر طبيعي والكل تقريباً يتقبله مرغماً في ظل تغير أشياء كثيرة في الحياة كان الناس يعتادونها سابقاً، ولكن وهنا لابد من نصيحة و في الوقت نفسه هي حقيقة: “إن الإنسان إذا أراد أن يصل أرحامه فإنه سيجد الوقت والوسيلة وسيوجد الظرف، ولاسيما في أيام العيد والعطل من العمل فعندما نصل أرحامنا تزداد الأرزاق ويُبارك في الأعمار” .