في قمة تموز المُقبلة «لتحتفظ روسيا بالأراضي مقابل أطلسية أوكرانيا» هل هي مُقايضة يعرضها الغرب على موسكو؟

تشرين:
لا زالت التصريحات الأميركية الأوربية تركز منذ أيام على مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو» وإظهارها على أنها ممكنة، لقد شكلّت مناسبة احتفال ضفتي الأطلسي بمرور 75 عاماً على تأسيس الحلف، فرصة للتلويح مجدداً بهذا الملف في وجه روسيا رغم الاقتناع باستحالة تحقيق ذلك، وبأن هذه الانضمام سيوسع جبهة أوكرانيا باتجاه حرب عالمية، لكنه «جنون وارد» حسب المراقبين الذين يرون أنه من غير الممكن حل المسألة مع روسيا إلا باتجاهين: الأول وفق ذلك الجنون، والثاني وفق انضمام أوكرانيا إلى الحلف مقابل احتفاظ روسيا بالأراضي التي سيطرت عليها حتى الآن.
وهذا الاتجاه الثاني هو ما يتم تداوله حالياً بصورة توحي بأنه سيتم بحثه خلال قمة الحلف المرتقبة في تموز المقبل، باعتباره السبيل الأفضل لتجميد الحرب في أوكرانيا «والصراع مع روسيا»، ولكن ماذا عن روسيا، وهل تقبل بمقايضة الاحتفاظ بالأراضي مقابل القبول بضم أوكرانيا إلى «ناتو»؟ علماً أنها سبق وأرسلت إشارات عدة حيال رفضها مقايضات من هذا النوع، فهل هناك احتمالية اليوم للقبول بذلك؟
يُشار بهذا الخصوص إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو مع نظيره الروسي سيرغي شويغو قبل نحو أسبوع، والذي تركز وفق تسريبات أوردتها وسائل إعلام أوروبية، على إقناع روسيا بمراجعة موقفها حيال أوروبا، وإيجاد صيغة من نوع ما من أجل تجميد الصراع الأوكراني.
لكن لفرنسا هدف آخر من وراء الاتصال، وهو التهدئة مع روسيا بعد سلسلة التصريحات التي صدرت عنها حول أوكرانيا وأثارت غضب روسيا ووعيدها، خصوصاً تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا، واحتمال تنفيذ عملية برية ضد القوات الروسية في أوكرانيا، وردت روسيا بالتحذير من أنه سيتم استهداف الفرنسيين، ويبدو أن فرنسا تأخذ التحذير الروسي بصورة جدية.
وفعلياً فإن فرنسا تدرك جيداً الطبيعة الكارثية للوضع في أوكرانيا، والوضع المزري للقوات العسكرية الأوكرانية، وبأن أوكرانيا تحولت إلى «مقتل» يهدد الجميع بصورة وجودية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الخميس الماضي بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس حلف «ناتو» إنّ هدف قمة تموز الأطلسية في واشنطن هو المساعدة على «بناء جسر» لعضوية أوكرانيا في الحلف.
هذه التصريحات وصفها المراقبون بالجنون الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع فيها، معتبرين أن الغرب يمنح الروس فرصة للسيطرة على مزيد من الأراضي، وحسب جون ميرشايمر، الأستاذ في جامعة شيكاغو الأميركية، فإن مثل هذا الخطاب يأتي بنتائج عكسية ويحول أوكرانيا تدريجياً إلى دولة مارقة.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، علقت على ذلك بالقول: إن فشل حلف «ناتو» في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا يدفعه إلى إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في جميع أنحاء العالم.
وأضافت: روسيا مستعدة، في سياق المواجهة مع حلف شمال الأطلسي، لأي تطور للأحداث، وقدرات البلاد الأمنية والدفاعية مضمونة بشكل موثوق.
هذه الموثوقية من القدرات والاستعداد على الجانب الروسي، يقابلها اعترافات متواصلة من قِبل الأوروبيين «والأميركيين أيضاً» بصعوبة الوضع على الجبهة الأوكرانية، وعدم القدرة على توفير السلاح والتمويل بصورة تؤدي إلى تغيير مجرى الجبهة لمصلحة النظام الأوكراني، وحتى على مستوى الجاهزية العسكرية لكل الدول الأوروبية، بمواجهة حرب موسعة، فهي ليست جيدة بما يكفي لخوض صراع أوسع مع روسيا، وهذا حديث أوروبي متواصل، آخره صدر أمس عن المملكة المتحدة.
وسبق للمستشار السابق لدى «للبنتاغون» دوغلاس ماكغريغور، أن حذر من تضاعف وتيرة الصراع الأوكراني لتصل إلى حرب بين روسيا والدول الغربية، مؤكداً أن الغرب سيخسر بسبب نقص القذائف والأسلحة.
وقال ماكغريغور في مقابلة على موقع «يوتيوب»: الروس يعتزمون إنهاء هذه (الأزمة في أوكرانيا) بشروطهم الخاصة، لا يريدون لهذه الحرب أن تنتشر إقليمياً، ولكن إذا واصلنا، فسوف يقاتلون وينتصرون.. فماذا سنرسل إلى الحرب؟
وأوضح ماكغريغور، أن الدول الغربية تخلت منذ فترة طويلة عن ذخيرتها، وستستغرق عملية تجديد الاحتياطيات سنوات عدة، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن روسيا لا تفتقر إلى الأسلحة والصواريخ. قائلاً : مصانعهم (المصانع الروسية) تعمل 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟