«ميدل إيست أي»: صحيفة فرنسية تسخر من صيام غزة الجائعة.. ورواد «الـسوشال ميديا»: عنصرية بغيضة
تشرين- ترجمة وتحرير: لمى سليمان:
نشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية رسماً كاريكاتيرياً بالأبيض والأسود يظهر فيه رجل فلسطيني هزيل يركض لاهثاً خلف مجموعة من الفئران والصراصير بين أنقاض المباني في حين تقوم امرأة فلسطينية بصفعه على يده قائلة: «ليس قبل غروب الشمس» وعنونت الرسامة كورين راي رسمها بـ«رمضان في غزة».
وعلقت صحيفة «ميدل إيست أي» على ذلك بالقول: «إن صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اليومية قد تعرضت لانتقادات شديدة لنشرها الرسم الكاريكاتيري الذي يسخر من الفلسطينيين الصائمين في غزة والباحثين عن الطعام».
وبعد أن تمت مشاركته على «منصة X » تحت عنوان «رمضان في غزة»، في إشارة إلى الشهر الكريم عند المسلمين حيث يمتنع المصلون عن كل أشكال الطعام والشراب خلال ساعات النهار، انتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الرسم التوضيحي باعتباره «عنصرياً» و«مجرداً من الإنسانية» ومثالاً «مثيراً للاشمئزاز» في الوقت الذي يواجه فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين المجاعة بسبب منع «إسرائيل» وصول المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.
وقال أحد المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، كما نقلت «ميدل إيست أي»: إن الكاريكاتير مثال ساطع على كيفية قيام وسائل الإعلام الغربية والفرنسية بتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتجاهل عملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الحالية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكتب منتقد آخر للرسم الكاريكاتيري: إن الصحيفة التي تنتمي إلى يسار الوسط سخرت من «أسرع وأشد مجاعة متعمدة للسكان على الإطلاق ومن 2.3 مليون فلسطيني جائع تحت القصف الإسرائيلي المسلح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، نصفهم من الأطفال.
وتابعت الصحيفة في مقالها: لقد قطعت «إسرائيل» كل أنواع الوقود والغذاء والمياه والمساعدات والكهرباء عن غزة منذ 9 تشرين الأول، وقد أدى قصفها المستمر للمستشفيات والمخابز ومحال السوبر ماركت والصيدليات في القطاع المحاصر إلى الانهيار الكامل للقطاع الطبي وإجبار الناس على العثور على بقايا الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة.
وحذرت الأمم المتحدة والعديد من وكالات الإغاثة مراراً وتكراراً من أن غزة على شفا المجاعة، ودعت «إسرائيل» إلى السماح بدخول المساعدات على الفور.
وحسب الصحيفة فقد بررت كورين راي على«منصة X» رسمها بكونه يهدف إلى تسليط الضوء على اليأس الذي يعاني منه الفلسطينيون، وإدانة المجاعة في غزة، وكذلك لانتقاد الدين؟!
في حين، والحديث لصحيفة «ميدل إيست أي»، وصف أحد رواد «السوشال ميديا» الرسامة بقوله: تجد هذه البرجوازية أنه من الملّح انتقاد الدين في الوقت الذي يتم ذبح السكان فيه لأشهر، وأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة يتضورون جوعاً.
وقال العديد من المستخدمين أيضاً: إن هذا الرسم هو مثال آخر على التمييز المنهجي ضد المسلمين والعرب في المجتمع الفرنسي، والذي يؤكد العديد من المسلمين إنه زاد مع بداية الحرب في غزة.
وقال أحد المستخدمين: إن الرسم الكاريكاتيري هو مثال بغيض لكيفية انتشار العنصرية المناهضة للفلسطينيين والتعصب ضد المسلمين في قطاعات كبيرة من اليسار في المجتمع الفرنسي.