إنشاء سدّات ومحطات ضخ صغيرة على مجرى الخابور جنوب الحسكة
الحسكة – خليل اقطيني:
بدأ فرع الموارد المائية في الحسكة بتنفيذ مشروع مائي جديد في المحافظة، يهدف إلى خدمة الفلاحين والمزارعين في المنطقة الجنوبية من المحافظة.
وذكر مدير الفرع المهندس عبد العزيز أمين أن المشروع هو تنفيذ سدّات مائية ومحطات ضخ صغيرة على مجرى نهر الخابور. ويُنَفَّذ ضمن مشروع دعم سبل العيش المشترك وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، والذي تدعمه الأمم المتحدة. مبيناً أن فريقاً من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بالتعاون مع كوادر فرع الموارد المائية، قام بإنجاز دراسة فنية لإنشاء عدة سدات مائية صغيرة ومحطات ضخ على سرير نهر الخابور أمام سد الشهيد باسل الأسد (الخابور الجنوبي) .
وأوضح أمين أن فرع الموارد المائية في محافظة الحسكة، يقوم في الأوقات المناسبة لري المحاصيل المزروعة بعد السد في المنطقة الجنوبية من المحافظة، بفتح بوابة سد الشهيد باسل الأسد (الخابور الجنوبي) وضخ كميات كبيرة من المياه التي تم تخزينها في بحيرة السد، والواردة من جريان المياه في مجاري الخابور وروافده، نتيجة هطل أمطار غزيرة في مختلف مناطق المحافظة في فصل الشتاء، ولاسيما المنطقة الغربية في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، حيث منابع الخابور، إضافة إلى المياه الجارية في سريري أهم رافدين للنهر في المنطقة، وهما الجرجب وزركان، ومن ثم مياه الرافد الثالث للخابور وهو نهر الجغجغ شرق مدينة الحسكة. يضاف إلى ذلك المياه القادمة من الوديان والسيول في المنطقة، ويقدر مجموع تلك المياه بالملايين من الأمتار المكعبة كل عام.
ولفت إلى أن الهدف من هذا المشروع هو الاستفادة من المياه المحجوزة خلف السدات المزمع إنشاؤها، من أجل تشغيل مضخات الري العائدة للجمعيات التعاونية الفلاحية الموجودة في منطقتي العريشة والشدادي، بدلاً من ذهاب تلك المياه هدراً. وذلك بعد إغلاق البوابة الرئيسة لسد الشهيد باسل الأسد، وتوقف ضخ المياه من بحيرة السد باتجاه الجنوب.
وأشار أمين إلى أن كوادر فرع الموارد المائية قاموا بتسليم موقع العمل للسدة الأولى في قرية الحمرا في منطقة العريشة للمقاول من أجل المباشرة بتنفيذها، وهي بارتفاع 2.5 م وطول 60 م على عرض سرير نهر الخابور، وتبلغ كمية المياه التي سيتم تخزينها خلف هذه السدة بحدود 185 ألف م3، يستفيد منها الفلاحون في ري مزروعاتهم، وسيتم تسليم مواقع العمل لباقي السدات تباعاً خلال المرحلة القادمة.
مردفاً: إن كوادر فرع الموارد المائية قاموا إلى جانب ذلك بتسليم مواقع العمل لإنشاء 38 محطة ضخ صغيرة على تلك السدات، منها 9 محطات ستقوم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بتنفيذها، و29 محطة سيقوم برنامج الأغذية العالمي WFP بتنفيذها.
وأكد أمين أن السدات تعد من الإنشاءات الهندسية المهمة التي تُقام على الأنهار أو روافدها أو فروعها، ومن المهام الرئيسة للسدات حجز المياه بكميات تؤمن الاحتياجات المائية للحقول الزراعية والسكان وكافة الاستخدامات في محيطها.
مشدداً على أن السدود التي تقام على الأنهار ومجاري المياه والوديان تعتبر ذات فوائد كبيرة، إذ تنشأ بغية السيطرة على الفيضانات واستخدام المياه المخزنة لتلبية الاحتياجات المائية على مدار السنة لكافة القطاعات المستخدمة للمياه، وفي مقدمتها القطاع الزراعي والشرب وتوليد الطاقة الكهربائية واستغلال الثروة السمكية وتطوير الواقع الزراعي.
كما تساهم السدود في تحسين البيئة والمناخ في المناطق المحيطة ببحيراتها، بالإضافة إلى تحسين الوضع المعيشي للسكان، من خلال تأمين فرص عمل لهم في المشروع.
يذكر أن محافظة الحسكة شهدت خلال الشتاء الحالي هطل أمطار غزيرة في مختلف مناطق المحافظة، ولاسيما المنطقة الشمالية الغربية في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، الأمر الذي أدى إلى جريان المياه في مجاري الخابور وروافده (الجرجب وزركان والجغحغ). والتي تصب في بحيرة سد الشهيد باسل الأسد جنوب الحسكة.