الخضار الهجينة تحيّد الأصناف البلدية.. مزارعون: الإنتاجية العالية هي الدافع ومستهلكون: «البلدية» مرغوبة أكثر
درعا – وليد الزعبي:
لم تعد تحظى الأصناف البلدية من بعض الخضار بالأولوية في الزراعة، وأصبح توجه الفلاحين للأصناف الهجينة، وذلك بسبب المردود الأكبر والقدرة على تحمل الظروف المناخية ومقاومة الأمراض.
وذكر عدد من المستهلكين أنه لم تعد تشاهد في الأسواق أي كميات من الفول البلدي إلا ما ندر، علماً أنه مرغوب للمؤونة وللاستهلاك بشكل كبير من حيث المذاق وسرعة الطهو، والكثير من الأسر تفضله على الأصناف الهجينة حتى لو كان بسعر أعلى.
كذلك لفتوا إلى أنه في موسم الخيار الصيفي أصبح وجود الصنف البلدي قليلاً جداً، بالرغم من أنه يمتاز برائحة ومذاق مرغوبين جداً، على عكس الأصناف الهجينة، واستغرب المستهلكون قلة المعروض منه، علماً أن أسعار الصنف البلدي أفضل ويلاقي إقبالاً أكبر في الشراء، وذكر آخرون أن الأسواق غدت تشهد أيضاً أصنافاً من الكوسا الصفراء اللون غير المرغوبة للطهو على عكس تلك الخضراء المعتاد عليها، حيث ينفر منها المستهلك كثيراً، ولا أحد يعلم سبب زراعة الكوسا ذات اللون الأصفر الباهت، وخاصةً أن تسويقها ضعيف، وفي موسمها تشاهد كميات تتلف لدى الباعة لعدم التمكن من تصريفها.
عدد من الفلاحين أشاروا إلى أن ما يعنيهم هو الأصناف ذات الإنتاجية العالية والمردود الأفضل، وعلى سبيل المثال فإن أصناف الفول الهجينة تعطي نحو ضعف إنتاجية الصنف البلدي في وحدة المساحة نفسها، كذلك الحال بالنسبة لمحصول الخيار مع ميزة أن الأصناف الهجينة منه مهما كبرت يبقى داخلها متماسكاً لعدم نمو وتكاثف البذور كثيراً، وهي بذلك تناسب “التخليل” كثيراً وبكل أحجام الثمار، في حين أن الصنف البلدي لا يناسب “التخليل” إلا بالحجم الصغير جداً وللمائدة بالحجم الوسط، أما الكبير فلا يجد له أي رواج، وتسويقه يتم بشقّ الأنفس وبسعر بخس.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، أكد أن الأصناف الهجينة هي أصناف مقاومة للأمراض، وبالتالي لا تحتاج إلى تكاليف عالية لمكافحة الأمراض التي قد تصيبها، والمهم أكثر أن إنتاجها عالٍ بالمقارنة مع الأصناف البلدية، ولفت إلى أن فلاحي المحافظة لديهم الخبرات الكافية حول زراعة محاصيل الخضار وكيفية رعايتها بكل مراحل نموها.
كما لفت مدير الزراعة إلى أن المساحة المخططة من الفول الأخضر تبلغ ٥٥ هكتاراً، بينما المنفذ فعلياً وصل إلى ١١٥ هكتاراً، وقد بدأ تسويق المحصول منذ منتصف شهر شباط الماضي وما زال يطرح في الأسواق إلى الآن، علما أن مردود الدونم الواحد يبلغ حوالي ١٢٠٠ كغ، أما بالنسبة للفول الحب المروي فتبلغ المساحة المخططة له ٢٣١ هكتاراً، بينما المنفذ ٢٧٠ هكتاراً، والمخطط من الفول الحب البعل في مناطق الاستقرار الأولى والثانية والثالثة ٢٧٣٣ هكتاراً والمنفذ ٢٧٥٤ هكتاراً، والمحصول حالياً في مرحلة النمو الخضري.