فوائد عديدة للرياضة في رمضان ودورها في تعزيز الصحة العامة
دمشق- أيمن فلحوط:
تكثر الأحاديث في شهر رمضان الكريم، وخلال الجلسات بين أفراد العائلة والأقارب أو الأصدقاء، حول أهمية الرياضة في هذا الشهر الفضيل، كونها تساهم في تقوية عضلة القلب والرئة، فتساعد بذلك على تحمل مشاق الصيام، والقضاء على الخمول.
ممارسة الرياضة في شهر رمضان تُصبح ضرورة للمحافظة على حيوية وصحة الجسم، حيث إن نظام الحياة اليومي، ونظام الجسم يتغير، فعدد ساعات النوم الليلي تقل، وينخفض النشاط البدني نهاراً ويتركز في الفترة المسائية، والنظام الغذائي يتغير من حيث عدد الوجبات وتوقيتها ونوعيتها، والتي تتصف بزيادة السكريات والدهون فيها.
لذلك تُصبح ممارسة الرياضة مهمة جداً لتقوية العضلات وصحة وسلامة الجسم وللاستفادة من مميزات الصيام.
تشرين توجهت إلى المحامي زياد محمد رئيس اتحاد القوة البدنية في الاتحاد الرياضي العام، للحديث عن هذه الجوانب مجتمعة، بتأكيده أهمية الرياضة في مقاومة الكسل الحادث بكثرة في رمضان، وتعمل على تنشيط الجسم للقيام بأعباء رمضان، والمحافظة على توازن مكوناته من سوائل وعضلات ودهون وعظام.
فوائد عديدة
ولذلك يجب عدم تركها خلال هذا الشهر، بل على العكس تماماً ينبغي الاستمرار بها، لما لها من فوائد عديد تتمثل في حرق الدهون، فخلال فترة الصيام يقوم الجهاز العضلي بالحصول على الطاقة عن طريق استخدام الغلوكوز الموجود في الكبد، وعند زيادة المجهود البدني تزداد الحاجة إلى الطاقة، وتصبح كمية الغلوكوز بالكبد غير كافية لإمداد العضلات بالطاقة، ليقوم الجهاز العضلي باستخدام مصدر آخر، وهو تحليل الدهون من الأنسجة الشحمية وأكسدة الأحماض الدهنية.
وإذا قلت الأحماض الدهنية يتجه الجهاز العضلي إلى أكسدة الدهون الموجودة في الكبد، وبهذا يكون للرياضة أثناء الصيام دور مهم جداً وفعال في خفض الوزن، كما أن النشاط والحركة ينشطان جميع عمليات الأكسدة وجميع أنظمة إنتاج الطاقة في الجسم.
محمد: مقاومة الكسل وتنشط الجسم والمحافظة على توازن مكوناته من سوائل وعضلات ودهون وعظام
ويعتبر تنشيط التمثيل الغذائي، من أحد فوائد ممارسة الرياضة في رمضان، كونها تعمل على زيادة كفاءة عمل الكبد وتنشط عملية التمثيل الغذائي، وزيادة كفاءة الجهاز العضلي بتخليص الجسم من الشحوم، والمحافظة على وزن الجسم بعد الأكلات الرمضانية الدسمة والغنية بالدهون والسكريات، بالإضافة لزيادة كفاء جهاز الدوران من خلال العمل على زيادة إنتاج عدد كريات الدم الحمراء، وبالتالي تزيد كمية الهيموغلوبين التي تقوم بحمل ونقل الأكسجين، وكذلك زيادة عدد كريات الدم البيضاء، فتزداد مناعة الجسم في مقاومة الأمراض، وأيضاً يزيد إنتاج الصفائح الدموية مما يهيئ الجسم للتجلط السريع في حالة النزيف.
أفضل الأوقات
يرى المحامي محمد أن أفضل أوقات ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان تكون قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، لزيادة حرق السعرات الحرارية، وتحسين التمثيل الغذائي، مع محاولة تجنب التمارين الشاقة والاقتصار على التمارين البسيطة مثل المشي.
كما يعتمد هذا الوقت على الرؤية الشخصية، مع مراعاة بعض الأشياء في أوقات اليوم المختلفة، فبعد السحور يعتبر أفضل تلك الأوقات، حيث يكون جسمك مليئاً بالطاقة، لكن عليك أن تعلم بأنك معرض للإصابة للجفاف، ولن توجد فرصة لتعويض هذا الجفاف.
أما قبل الإفطار فيمنحك فرصة جيدة لتناول الطعام لتعافي العضلات، وتعزيز نسبة السوائل بالجسم، لكن ما يعيب هذا الوقت أنك لا تحصل على دعم غذائي قبل التمرين.
في حين بعد الإفطار هو الوقت الأفضل لممارسة التمارين الرياضية؛ لأنه يمكنك بعد التمارين تزويد جسمك بالماء والعناصر الغذائية، وتحفز عملية الأيض، لكن ما يعيب هذا الوقت عدم الموازنة بينه وبين أوقات النوم للتحكم في الأدرينالين، وينصح في هذا الوقت للأشخاص المريضين بالقلب.
ويلخص رئيس اتحاد القوة البدنية الفوائد الصحية من ممارسة الرياضة في شهر رمضان، بتعزيز حرق الدهون وإنقاص الوزن، تحفيز القوة العقلية للقدرة على التحمل أكثر، تقليل الشعور بالتعب والإرهاق ورفع مستويات الطاقة، تعزيز إنتاج الهرمون المسؤول عن النمو لبناء العضلات، تحويل ممارسة التمارين لعملية أسهل دون الحاجة لتناول وجبة قبلها.
خارج الصالات
يضيف المحامي محمد: يمكن ممارسة الرياضة خارج الصالات والمراكز الرياضية من خلال تمارين القرفصاء في المنزل لمدة 90 ثانية، وتقسيمها على 3 مرات، فلن تحتاج عندها للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو استخدام معدات ثقيلة، وكذلك بعض التمارين الخاصة لبعض الأمراض التي تعالج أمراض القلب والشرايين والرئتين، على أسس علمية.
ليخلص في النهاية إلى تأكيد مزاولة الرياضة لتحسين الصحة العامة واكتساب اللياقة البدنية، فالأشخاص الذين يشعرون بالطاقة الزائدة، ولا يعانون من أمراض القلب والسكري وضغط الدم يفضل أن يقوموا برياضتهم صباحاً، ومن شان الرياضة أن تحرق الدهون والكلسترول في الدم والأوعية الدموية وبطانة الشرايين الدموية،وينبغي على الأشخاص الذين يعانون من السمنة مزاولة الرياضة عبر الهرولة الخفيفة والمتوسطة، ويكرر التمرين من 5-6 مرات أسبوعياً بمعدل زمني 40-50 دقيقة.