احتفاء باليوم العالمي للمسرح.. حلقة كتاب “المسارح الأثرية في سورية”
دمشق – رنا بغدان:
يعدّ اليوم العالمي للمسرح حدثاً عالمياً للاحتفال بهذا الفن القديم وتاريخه العريق وفرصة لإبراز دوره الحيوي في التعبير الثقافي وفي تعزيز الحوار والإبداع والتواصل الإنساني والمجتمعي، من خلال تسليطه الضوء على القيمة الفنية للعروض المسرحية المتنوعة المباشرة التي تقدمها لغة الفن.. من هنا خصصت النافذة الثقافية في مدينة صيدنايا، وتحت رعاية وزارة الثقافة – مديرية الثقافة بريف دمشق- “حلقة كتاب” للحديث عن كتاب “المسارح الأثرية في سورية”، إعداد الدكتور بسام جاموس، حيث استعرضته مسؤولة المكتبة والأنشطة في النافذة حنان خشوف، اختصاص آثار ومتاحف مع طلاب الصف الثامن في إعدادية الشهيد أندريه الأخرس في مدينة صيدنايا.
عن أهمية هذا الكتاب واختيار عرضه تقول خشوف: نتوجه بـ”حلقة كتاب” إلى المدارس شتاءً، ليتناسب الكتاب المختار مع الفئة العمرية الموجهة له، ويبين الكتاب الذي اخترنا عرضه بمناسبة يوم المسرح العالمي أن أوابدنا الأثرية قد عكست مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية التي تدل على ثراء حضارة وتنوعها، فقد كانت موطناً لمسارح أثرية متميزة لا يزال معظمها شامخاً يدلل على روعة المعمار وصموده أمام عوادي الطبيعة وتأثير الزمان، وليكون شاهداً على رقي الشعوب التي قطنت أرجاءها في مراحل متعددة من التاريخ وشغفها بالثقافة الفنية، مجسدة في العروض المسرحية بحيث استدعى الأمر بناء مسارح ضخمة غدت أنموذجاً فريداً للعمارة المتميزة.
مسرح بصرى
تحدثت الآثارية حنان عن “مسرح بصرى”، فقالت: يعد مسرح بصرى أحد أهم مسرحين من طرازه في العالم إلى جانب نظيره “مسرح الأكروبليس” في أثينا_اليونان، وهو على شكل مدرج روماني أنشئ في النصف الأول من القرن الثاني للميلاد، ويقع ضمن مدينة بصرى وقد نفذ دفعة واحدة على قاعدة منبسطة ولم ينفذ بالاستناد الجزئي أو الكلي لمنحدر طبيعي، لذلك كان المسرح في بصرى هو الأكثر غنى وتطوراً في المجال المعماري والأهم تنوعاً في هندسة الأبنية المسرحية، يبلغ قطره حوالي ١٠٢م وعدد صفوف مقاعده ٣٧٥صفاً، وقد تم تقسيم هيكله تنظيمياً إلى ثلاث طبقات حسب طبقات المجتمع، أما العبيد فكانوا يبقون وقوفاً على الأقدام في الرواق العلوي. ولقد تجلت عبقرية الهندسة الرومانية لمسرح بصرى في عدة أمور؛ منها: عملية إفراغ المسرح من المتفرجين من دون حدوث ازدحام خلال ١٥ دقيقة، وذلك عبر الأدراج الشعاعية الموزعة في طبقات المسرح والمؤدية إلى مخارجه. وتقنية انتشار الصوت وسماعه في أي نقطة من المسرح، وتزويد المسرح بأقنية صرف مياه المطر، ولقد تم بناء المسرح بوساطة حجر البازلت الذي انفردت به المنطقة الجنوبية في سورية، كما تم تزيين واجهة المنصة بالأعمدة الكلسية ذات التيجان الكورنثية..
مسرح تدمر
وأما عن مسرح تدمر الأثري فقد بينت أنه مسرح روماني أنشئ في القرن الثاني للميلاد، ولقد بني على شكل نصف دائرة قطرها ٤٠م ويتألف من مدرج فيه ١٣ درجة للمتفرجين إضافة إلى منصة تمثيل مستطيلة الشكل ذات خمسة أبواب تفضي إلى الكواليس، وكان المدرج يستخدم كمسرح وحلبة مصارعة. ويقوم المسرح على أرض مستوية يمكن الوصول إليه عبر بوابات فرعية من الرواق الجنوبي ومن بوابتين مقوستين عامتين كبيرتين، يتقدمها قوسان كبيران يؤلفان جزءاً من امتداد الرواق الجنوبي للشارع ويؤديان إلى رواق الباحة.
مسارح متعددة
وتابعت السيدة حنان استعراضها وشرحها عن “مسرح درعا”، “مسرح بانياس”، و”مسرح النبي هوري سيروس” ويقع شمال غرب حلب، و”مسرح جبلة” الذي يقع في الجهة الشرقية من المدينة القديمة وسط مدينة جبلة، و”مسرح شهبا”.. وجميع هذه المسارح تعود إلى الفترة الرومانية.