تعاني الروتين وقلة الاهتمام… فرق “السياحة الرياضية” تستكشف خبايا الطبيعة السورية وتجذب السيّاح.. من يحررها من “الشؤون الاجتماعية”

اللاذقية- نهلة أبو تك:
تلقى الرياضة السياحية في سورية رواجاً من خلال إقبال شرائح مختلفة من المجتمع على هذه الرياضة، التي تعتمد بالدرجة الأولى على المغامرة واستكشاف الأماكن السياحية غير المعروفة في البلاد والترويج لها، عبر تسليط الضوء على جمالية هذه الأماكن، من خلال إقامة فعاليات رياضية عدة كالمسير في الغابات، تسلق مناطق جبلية، ممارسة رياضة التجديف في الأنهار والتزلج على المياه.
فريق “روح سورية” هو أحد مشاريع السياحة الرياضية، إذ بيّن مدير الفريق المحامي علي إسبر لـ”تشرين” أن فريق العمل يتكون من مجموعة من الشباب والشابات يجمعهم حب المغامرة والاكتشاف، وفكرة الفريق “رياضي سياحي” هي التعريف بالأماكن المغيبة عن الإعلام والعمل على نشر الوعي البيئي، والاهتمام بجمالية المناطق، سواء الجبلية منها أو الشواطئ، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية المحميات الطبيعية.
ومن أهم نشاطات الفريق، أشار إسبر إلى مشروع “سكاي بايك”، قيادة الدراجات الهوائية على الحبال فوق بحيرة سد ١٦ تشرين في مشقيتا بريف اللاذقية، الذي لاقى رواجاً سياحياً ورياضياً باعتباره الأول على مستوى المنطقة، بالإضافة لمشروع “زيب لاين” في السمحيقية بريف طرطوس وهي رياضة الانزلاق عبر الحبال، ويعد من أهم المشاريع التي كان لها دور كبير في التعريف بالمنطقة وجعلها مقصداً للزوار من داخل القطر وخارجه.

مرتيني: تلبية احتياجات هذه الفرق وتذليل الصعوبات من خلال رعايتهم والاهتمام بمشاريعهم الرياضية السياحية

وأكد أن الفريق اعتمد على الخبرات والإمكانات الوطنية في إطلاق عدة مشاريع سياحية استكشافية، تعتمد على تنشيط المناطق السياحية والاستفادة من مقوماتها لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار، وبالتالي إنعاش هذه المناطق والترويج لها سياحياً.
وتابع إسبر: رغم النجاح الكبير الذي حققته الرياضة السياحية في سورية عامة واللاذقية خاصة والمتمثلة بالفريقين “روح سورية” و”المغامر السوري” وغيرهما من الفرق الرياضية السياحية، إلا أن هناك معاناة كبيرة، تتمثل في عدم موافقة الاتحاد الرياضي على تصنيف هذه الفرق كفرق رياضية أسوة بباقي الرياضات التي تتبع الاتحاد الرياضي، علماً أن كل دول العالم لها فرق بطولات ومسابقات معروفة عالمياً وعربياً كرياضة التجديف، تسلق الجبال، التزلج، وأردف: بدلاً من أن يشرف الاتحاد الرياضي على هذه الفرق تم تصنيفها كجمعيات تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
ولفت إسبر إلى أنه بسبب هذه العراقيل وغيرها من نقص السيولة المادية وعدم وجود مموّل، تناقصت أعداد الفرق، فأغلبهم هاجر للعمل خارج البلاد في مجال عملهم بالرياضة السياحية.

بدوره، أوضح مدير فريق “المغامر السوري” إبراهيم سعود أن الصعوبات التي تواجههم هي الموافقات والإجراءات الروتينية التي يجب الحصول عليها، وما تتطلبه من وقت وجهد ومال.

وأكد سعود أهمية فرق السياحة الرياضية في إبراز جمال المناطق السياحية في سورية وجذب السياح إليها، مدللاً بأنه خلال إحدى رحلات المسير التي قام بها فريق “المغامر السوري” تم العثور على كهف مائي في قرية صليّب التركمان بمحافظة اللاذقية وتم التقاط صور لهذا الكهف ونشره ليتم اختيار ما قمنا بتصويره كأجمل صورة لعام 2023 لقناة “جيوغرافيك” أبوظبي العالمية .

و أعرب وزير السياحة المهندس رامي مارتيني لـ”تشرين” عن أهمية دور هذه الفرق في الترويج لمواقع سياحية مهمة في سورية، مبدياً الاهتمام والرغبة بالوقوف على احتياجات هذه الفرق وتذليل الصعوبات من خلال رعايتهم والاهتمام بمشاريعهم الرياضية السياحية.
من جهته، أبدى مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا استعداد المديرية لاستقبال أي شكوى و تقديم أي مساعدة لهذه الفرق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار