الحلويات “الشعبية” تسحب البساط من تحت “الفاخرة” والمنافسة تشتد بين مصنّعيها.. وبيضة القبان السعر والمذاق الأفضل

درعا- وليد الزعبي:

يلاحظ مؤخراً، ومع ضعف القدرة الشرائية لأغلبية الناس، أن معظم معامل الحلويات العربية تحولت من تصنيع الأصناف الباهظة الثمن المصنوعة بالسمن العربي والمحشوة بالمكسرات الفاخرة بشكل شبه كامل، إلى صناعة الحلويات الشعبية بالسمن النباتي وفستق العبيد والحشوات الصنعية المشكلة من الحليب والسميد من دون القشطة البلدية.

هذا التحول جعل المنافسة حاضرة وبقوة، لجهة تنوع التشكيلة التي يتم طرحها في صالات عرض ومبيع تلك المعامل، أو جهة السعر لنفس الحلويات بفارق يصل ما بين ٥ و١٠ آلاف ليرة بالكيلو، حيث يتراوح للكيلو من النمورة أو الوربات ومن في فئتها مثلاً بين ٢٥ و٣٠ ألفاً، حتى إن العروض دخلت بقوة منذ بداية شهر رمضان المبارك الذي يتزايد خلاله شراء أنواع معينة من الحلويات، من قبيل اشتري قالب كاتو واحصل على الثاني مجاناً، أو كيلو نمورة أو غيرها من الأصناف والثاني مجاناً.

عدد من المواطنين أشاروا إلى أن هناك عدداً من محال الحلويات الشعبية افتتحت مؤخراً ضمن مدينة درعا، أي تزايد عددها وبشكل ملحوظ، وهذا ما جعل أمام المستهلك خيارات عدة لاختيار أي منها الأفضل من حيث الجودة والسعر المناسب أو الأقل، لافتين إلى أن كثرة تلك المحال ومن خلفها معامل التصنيع، أوجدت حالة من المنافسة، وكان من نتائجها السعر المنخفض والجودة الأفضل، وبالفعل من خلال تتبع حركة عمل تلك المحال يلاحظ أن هناك محال أصبحت لها شعبية كبيرة وتلاقي إقبالاً نشطاً، وخاصةً أن أسعارها تقل عن غيرها لنفس الأصناف بنحو ٢٥ إلى ٣٥٪، وهي بجودة تلبي رغبات الزبائن.

وذكر آخرون، أنه خيراً فعلت المعامل عندما ركزت على تصنيع الحلويات الشعبية، لأنها هي المقبولة إلى حد ما بالنسبة لدخل الأسر، في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الحلويات العربية المصنوعة بالسمن العربي والمحشوة بالمكسرات من قبيل الفستق الحلبي والكاجو، حيث إنها باتت من المحرمات على الأسر الهزيلة الدخل، ومن يشترونها قلة من المقتدرين.

رئيس الجمعية الحرفية للصناعات الغذائية أحمد الدراجي، أشار إلى وجود نشاط وتوسع في الحرف الغذائية من مطاعم ومعامل حلويات، فيما توجهها بشكل عام نحو الأصناف الشعبية، وذلك انطلاقاً من أهمية تناسبها مع إمكانات الناس المادية، وهذا ما يجعل عمل تلك الحرف نشطاً، وما تقدمه من وجبات سريعة وحلويات من الأصناف الشعبية يلاقي إقبالاً جيداً يحقق ريعية معقولة، لافتاً إلى أن الجمعية تسعى لتأمين ما يلزم من احتياجات تلك الحرف، وخاصةً من الغاز الصناعي، وتتواصل مع الحرفيين بشكل مستمر للوقوف على واقع عملهم وبذل كل الجهود لتذليل أي معوقات قد تعترض سير عملهم حسب الإمكانات المتاحة، علماً أن هناك صعوبة وإرباكاً في حصول مثل تلك الحرف على الترخيص، وخاصةً في مدينة درعا، الأمر الذي أدى لانتشار عدد من المحلات غير المرخصة، ونوّه بوجود حرف وهمية تأخذ مخصصات من المحروقات وتتاجر بها في السوق السوداء للمحروقات، آملاً تبسيط إجراءات الترخيص والاكتفاء بالشهادة الحرفية لممارسة المهنة ومنح المحروقات.

بدوره، أشار رئيس دائرة حماية المستهلك أحمد كناني، إلى أن محال الحلويات تخضع للمراقبة كما غيرها من الفعاليات الأخرى، وخاصةً لجهة الإعلان عن السعر، وقد تم تنظيم عدة ضبوط في وقت سابق بمخالفات عدم إعلان بعضها عن الأسعار، كما ويتم أخذ عينات عشوائية من منتجاتها لبيان مدى مطابقتها للمواصفات، مبيناً أنه في مواسم الأعياد يتم تشديد الرقابة عليها، وهذا ما سيتم في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان الحالي، آملاً من المواطنين في حال وجود أي ملاحظة على الجودة والأسعار في هذا المجال المبادرة وإبلاغ مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليصار إلى اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار