رسالة إلى المعلّم في عيده الأغرّ
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
حري بنا أن نحتفي ونقف إجلالاً أمام هيبتك ووقارك وعطائك أيها المعلم، فأنت المنهل العذب المتدفق في شرايين تلاميذك، وأنت اليراع الذي لا ينضب مداده، والنور المتألق المشرق، فحين تقف أمام تلاميذك بحسّك المرهف، وحنانك الأبوي، وحزمك التربوي، وعطائك الأدبي، لتلقي عليهم بيانك، وتمنحهم من رحيق معرفتك وعلمك وتجاربك، هم يترقبون فيك مستقبلهم، ويتذوّقون حلاوة معينك، ويتبعون خطاك، ويتلمّسون دفء عواطفك، وومضاتك المضيئة في محراب الحياة.
وحاشاك أن يتلوث رداؤك الناصع بنزوات بعض المحسوبين على مهنة التدريس، الذين يسعون من أجل الارتزاق بالمال الحرام الفاحش في دكاكينهم الخصوصية، فأنت وزملاؤك المعلمون ورثة الأنبياء ولا مثيل لكم في عفتكم ونقائكم وخلقكم الرفيع، فبكم ترقى الأمم.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، سنوقد لك شمعة العيد، ونبارك جهدك، ونعترف ونقرّ بفضلك وعطائك الذي لا ينضب… فسلام عليك أبداً يا من علّمتنا الحرف، ومهدّت لنا طريق المستقبل، فأنت الباني صرح الأوطان بفكرك وقلمك وجهدك المبارك.