من إعلام العدو…  مُحلل إسرائيلي: متى سنتعلم الدرس؟ لقد سئمنا الحرب وسئمنا من نتنياهو وشركائه

تشرين ـ غسان محمد:

تناول المحلل في صحيفة “معاريف” ران إدليست، المشهد العام داخل الكيان الإسرائيلي، مع دخول الحرب على غزة شهرها السادس، متسائلاً عما يمكن تحقيقه من حرب لا جدوى منها، ولا يمكن أن تحقق أهدافها، قائلاً: إنّ الجيش الإسرائيلي متورط في هذه المرحلة، على سبع جبهات: الضفة الغربية، وقطاع غزة، ولبنان، وحزب الله، واليمن، وإيران، وجبهة الحكومة الإسرائيلية، التي تطرح مطالب تعجيزية ومستحيلة، الأمر الذي من شأنه تفجير الأوضاع في الضفة الغربية، وحرباً مع العالمين العربي والإسلامي.

وأضاف المحلل: إنّ إنهاء الصراع، لن يتحقق من دون تسوية في موضوع المستوطنات، الذي يعدّ شرطاً من قِبل الولايات المتحدة والعالم أجمع، بما في ذلك نصف الإسرائيليين، لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، حتى لو كانت النتيجة انضمام الجبهة الشمالية إلى الحرب، وربما حربا عقيمة مع إيران.

وتساءل المحلل: في ضوء هذا الوضع، وما يمكن أن ينطوي عليه في المستقبل، فإن السؤال هو: متى سنتعلم الدرس؟ ألم يحن الوقت كي يدرك الإسرائيليون أن المقولات التي تتشدق بها الحكومة الحالية مثل “”تدمير وتصفية والنصر الشامل”، تعكس الغباء الكامل؟

وتابع المحلل: إن الطريقة الصحيحة الوحيدة للخروج من المأزق في غزة، هي من خلال وقف إطلاق النار، والكل مقابل الكل، والمفاوضات مع الفلسطينيين، وبعد ذلك سيكون بإمكان عاموس هوكشتاين، رجل بايدن، أن يأتي إلى لبنان ويبرم وقفاً رسمياً لإطلاق النار مع حزب الله.

وأضاف: لقد فقدنا قدرتنا على الردع، والحقيقة هي أننا سئمنا، لقد سئمنا من الحرب، وسئمنا من نتنياهو وشركائه، وسئمنا حتى من جر أنفسنا وراء مزيج رهيب من المتهكمين المتشائمين والتظاهر بأننا بشر عاديين.

وختم المحلل أدليست قائلاً: لا تصدقوا مَن يقول أننا إذا قضينا على السنوار فإن ذلك يعني أننا قضينا على حماس.

هناك مليوني شخص في غزة ولا يحتاج المرء ليكون محللاً لكي يفهم أنه إذا لم تتم معاملة مليوني إنسان في غزة وفقاً للمعايير الإنسانية، فسوف يظهر سنوار آخر، وبدلاً من حماس ستظهر منظمات أخرى أشد خطراً.

وتحت عنوان /نتنياهو منفصل عن الواقع ومستقبل الحرب تحت سلطته يثير القلق/ كتب المحلل أفرايم غانور، أن نتنياهو، لا يعرف ما يحدث حوله، في هذه الأيام القاتمة من الحرب والفاجعة، والشعور بأن العالم كله ضدنا، وأن تجاهنا تتزايد من كل ركن من أركان العالم.

وأضاف غانور: من الصعب أن نصدق أنه يمكن تغيير الواقع القائم، لأن الحقائق تقول كل شيء. وفي الوقت الذي يحاول فيه بنيامين نتنياهو إقناعنا بأن “النصر المطلق قريب وفي متناول أيدينا”، يتعين علينا أن نلقي نظرة فاحصة على الواقع، لنكتشف الحقائق: فبعد خمسة أشهر من الحرب، لم تهزم حماس، وعندما يقف نتنياهو أمام الكاميرات بغطرسته المميزة، ويكشف عن اغتيال الرجل الرابع في حماس، صالح العاروري، الذي اغتيل في كانون الثاني الماضي في بيروت، وحين يضيف باستهزاء وازدراء أنه رقم أربعة ذهب وثلاثة واثنان وواحد في الطريق، ويزعم بلهجة ساخرة أن “النصر قريب” فهذا يدعو إلى القلق.

وختم غانور قائلاً: نتنياهو منفصل عن الواقع الحقيقي ولا يعي ما يحدث حوله، ولا توجد طريقة أخرى لشرح سلوكه، والأسوأ من ذلك كله هو السيناريو الذي سيستمر فيه هذا الوضع من دون اتخاذ قرار وتحديد من سيدير الحياة في قطاع غزة.

ففي هذا السيناريو، سيحوّل نتنياهو هذه الحرب إلى فشل ذريع، وسيلحق الضرر بالجيش الإسرائيلي وقوة الردع، وسيزيد من تعقيد الوضع على الحدود الشمالية وفي الضفة الغربية، كما أن رضوخ نتنياهو إلى ضغوط شركائه وخوفه من سقوط حكومته، سيزيد الوضع سوءاً وسيقود إلى كارثة لا رجعة فيها بدلاً من “النصر الكامل”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار