المركزية من أكبر العوائق الخدمية.. وأزمة النقل تطل من جديد في محافظة حماة

حماة – محمد فرحة:
ليس من المعقول والمقبول أنه كلّما انتهينا من أزمة، يفتش البعض عن سبب لإعادة إحيائها بقصد أو بغير قصد، بحسن نية أو بسوء نية ويبقى حل هذه الأزمة مركزياً.
ونتحدث هنا عن عودة أزمة النقل بين مدينة حماة وريفها، ومصياف مثالاً ، حيث قام فرع “سادكوب حماة” بنقل مخصصات حوالي أربعين سرفيساً من محطات إلى محطات أخرى من دون علم أصحابها ، وعندما حاولوا الاستفسار عن تأخير وصول مخصصاتهم وفقاً لجهاز الـ “جي بي إس” ، أجابهم صاحب المحطة بأنه تمّ نقل مخصصاتهم ووضعها في محطة أخرى ، وعندما ذهبوا للحصول على تلك المخصصات فوجئوا بأنه لم يتم تزويد المحطة بمخصصاتها من مازوت النقل بعد.
إذاً، خرجوا من الخدمة لتقع المشكلة برأس المواطن ومعاناته في إيجاد وسيلة نقل توصله إلى عمله أو منزله، وإن كان طالباً إلى جامعته ، بانتظار وزارة النفط أن تفعّل أرقام بطاقات هذه السرافيس على مخصصات أمست في محطة أخرى.
فليس من الموضوعية أن يتوقف أربعون سرفيساً عن العمل بانتظار موافقة وزارة النفط على نقل هذه المخصصات وتزويد المحطة بالكمية المطلوبة، هذا ما يفعله فرع سادكوب حماة.
ولعلّ مشهد المسافرين والمنتظرين على الطرقات، يعطي الدليل القاطع على سوء فعل من كان وراء تلك الخطوة ، حيث بدأت المشادات والازدحام، كلٌّ يريد الحصول على مكان له في سرفيس قادم.
“تشرين” سألت محافظ حماة الدكتور محمود زنبوعة عن السبب ومتى يمكن أن يكون الحل: فأجاب بأن فرع محروقات حماة أراد توزيع مخصصات هذه السرافيس على عدة محطات للوقود بدلاً من توطين مخصصات النقل في عدة كازيات من دون سواها، ولما كان قرار الموافقة وتوطين بطاقات هذه السرافيس وفقاً لأجهزة التتبع مرهوناً بقرار من وزارة النفط فنحن بالانتظار، فـ”القرار مركزي”، وليس بأيدينا وحال جاءت موافقة وزارة النفط ستنتهي هذه الإشكالية.
وفي سياق متصل مازالت باصات مجلس مدينة مصياف الثلاثة مركونة منذ أكثر من ستة أشهر أمام باب مجلس المدينة بانتظار وصول ” تنميرها ” ومن ثم بطاقة تكامل الخاصة بها كي توضع في الخدمة وهي المستثمرة من قبل مجلس مدينة مصياف ، وقد كانت تسهم إلى حدٍّ كبير في إنهاء أزمة السير من حماة إلى مصياف وبالعكس ، لكن تلاعب سائقيها بمخصصاتها من المازوت والمتاجرة بها ، أدى لتوقفها عن العمل لحين الانتهاء من “تنميرها”.
رئيس مجلس مدينة مصياف المهندس سعيد الخطيب أوضح لـ”تشرين” أن “تنمير” هذه الباصات قد وصل، لكن ما لم يصل بعد هو بطاقة تكامل الخاصة بكل باص منها ، فسننتظر ريثما تصل البطاقات وتوطينها في محطة محروقات ليصار إلى إدخالها في ميدان العمل ونقل الركاب.
باختصار ؛ ألم نقل دوماً إنّ المركزية هي سبب رئيس في أكثر الأحيان في إرباك الناس؟ فلماذا لم تكن مثل أمور كهذه بيد السلطة التنفيذية في المحافظات بدلاً من المركزية المقيتة؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار