بين المرأة العاملة وربة المنزل.. أيهما معرضة للضغوط النفسية؟
دمشق – دينا عبد:
تضطر المرأة في هذا الوقت لأن تكون موظفه وأمّاً وربة منزل في آن واحد، وهي في ذلك لا تتعرض لضغط وإرهاق جسدي وحسب، بل لضغط نفسي، فمن جانب يُطلب منها أن تكون أمّاً مثالية لأسرة لا ينقصها أي شيء، ومن جانب آخر يطلب منها أن تكون سيدة مجتمع ناجحة.
حالات
تتساءل رشا، وهي معلمة وحاصلة على شهادة جامعية، هل يجب على الأم العاملة أن تبقى في حالة من التوتر والضغط ؟، فما بين بيتها وبين وظيفتها، لن تخلو المرأة الموظفة من نظرة ربة المنزل لها التي تتمنى الحصول على مميزاتها والعكس صحيح، فعلى الرغم من تعرض ربة المنزل للفراغ القاتل وعدم الاستقلال المادي واهتزاز ثقتها بنفسها فى بعض الأحيان، إلا أنها تتمنى الحصول على عمل يملأ فراغها قبل أن تشعر فجأة بأنها تشيخ قبل أوانها .
اختصاصية: لا يوجد دليل يثبت أن الأمهات غير العاملات أكثر راحة وصحة نفسية من غير العاملات
بدورها سوسن (ربة منزل) تقول: إن الأم العاملة ليست بحاجة إلى وظيفة جيدة وراتب ممتاز فحسب، بل هي أحوج إلى الاحتواء النفسي سواء أكان ذلك مجتمعياً أو من أفراد عائلتها، وهنا يقع على الرجل دور كبير في أن يكون المعالج الأول لكل التحديات التي تقف سداً أمام هذه المرأة، وأن يشاركها مسؤولياتها وأحلامها.
دور المؤسسات المجتمعية
اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة غنى نجاتي، ترى من وجهة نظرها، أنه لا يوجد دليل يثبت أن الأمهات غير العاملات أكثر راحة وصحة نفسية من الأمهات العاملات، بدليل أن كل شخص يعتقد أن الآخر مرتاح وهذا هو الطبع الشائع، فالأم العاملة تظن أنها لو لم تكن موظفة لكانت مرتاحة أكثر، وربة المنزل تتمنى أن تكون موظفة لتتسع دوائر علاقاتها الاجتماعية، وتكون مستقلة مادياً .
وأوضحت نجاتي أن كل سيدة تظن أنها أقل جهداً من الأخرى وأكثر راحة في حياتها، فالأم مظلومة دائماً لا تأخذ حقوقها والتقدير غالباً ما يكون ناقصاً نظراً للوضع الاقتصادي والظروف الاجتماعية، وهنا يقع الدور على المؤسسات المجتمعية في إقامة جلسات تفريغ نفسي لتلك الأمهات بحضور مختصات نفسيات، يبُحْنَ لهن عن مشاعرهنّ المخلتفة، ويتعلمن إدارة ذواتهنّ والحالة النفسية التي يعشنها، جلسات يستطعن من خلالها أن يبقين في ذواتهن ما شاء من الحياة، على الأٌقل أن لا يمتن قبل أوانهن .