عشيّة رمضان.. العروض والتخفيضات في اختبار صعب أمام ضعف القدرة الشرائية
درعا – عمار الصبح:
ما بين مرحّب بالخطوة و بين مشكّك عدّها ترويجاً “خلبياً”، أعلن العديد من أصحاب الفعاليات التجارية والمحال الغذائية في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا، عن عروض لتخفيض أسعار بضائعهم تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك، وذلك كنوع من تحريك مياه الأسواق التي لم ترتقِ بحركاتها حتى الآن – حسب رأي البعض – مع خصوصية الشهر الفضيل.
تجار وصفوا في حديثهم لـ”تشرين” التخفيضات التي يجري الإعلان عنها بـ”الحقيقية” التي من شأنها إحداث حالة من المنافسة في السوق، وحث المزيد من أصحاب الفعاليات التجارية على تخفيض أسعار موادهم، لافتين إلى ما حققته هذه التخفيضات خلال الأيام الماضية من تحريك للأسواق وزيادة الطلب على المواد، وخصوصاً الغذائية والخاصة بالموائد الرمضانية.
وأشار أحد التجار إلى أن حركة السوق باتت مقبولة بعض الشيء، وخصوصاً بعد موجة الركود التي شهدتها طيلة الفترة الماضية، ما يعني أن هذه العروض أتت بنتائج جيدة لجهة المساهمة في تخفيف بعض الأعباء عن الأسر، أو لجهة تحريك الأسواق، على حد رأيه.
ووجدت الإعلانات المتعلقة بتخفيضات الشهر الفضيل، طريقها إلى صفحات التواصل التي خصصت حيزاً منها لنشر تفاصيل الأسعار ونسب التخفيض، في وقت لاقت هذه الإعلانات ترحيباً من قبل الكثيرين الذين عدّوها خطوة إيجابية يجب تعميمها، فيما شكك البعض الآخر بهذه الإعلانات واصفين إياها بـ”الخلبية”.
وأشارت إحدى السيدات إلى أن عروض انخفاض الأسعار التي يجري الإعلان عنها، لم تشمل سوى المواد غير القابلة للتخزين والتي يخشى التجار كسادها، أو تلك المواد التي يتوقع التجار أن تشهد انخفاضاً أكبر في أسعارها، فعمدوا إلى تخفيضات نسبية عليها لتصريفها، كاشفة في الوقت نفسه عن سبب آخر لهذه التخفيضات، وهو ضعف القدرة الشرائية لدى كثير من الأسر والتي باتت تؤمن طلباتها بالحد الأدنى.
وبالتوازي أعلنت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في درعا عن اتخاذ جملة من التدابير الرامية – حسب وصف مسؤوليها – إلى ضبط الأسواق وضمان استقرار الأسعار خلال شهر رمضان المبارك.
وكشف مدير التجارة الداخلية الدكتور عادل الصياصنة عن اجتماعات جرى عقدها لوضع خطة شاملة للوقوف على واقع الأسواق وضمان استقرارها خلال الشهر الفصيل، وتأمين السلع بكل أشكالها وأنواعها للمواطن ضمن الجودة والمواصفة المطلوبة وبالأسعار المناسبة، فضلاً عن مناقشة الصعوبات التي تعترض العمل الرقابي.
ولفت إلى أنه جرى توجيه المراقبين بتكثيف الدوريات على كل الفعاليات التجارية، وخاصة المواد الغذائية الأساسية (خضار وفواكه – لحوم – خبز – ألبان و أجبان – حبوب – العصائر …) وكل ما يتعلق بالمواد الغذائية التي يحتاجها المواطن يومياً، وسحب العينات من المواد المشتبه بمخالفتها المواصفات القياسية والشروط المطلوبة وتنظيم الضبوط التموينية بحق المخالفين، داعياً المواطنين إلى التعاون مع عناصر المديرية والإبلاغ عن أي مخالفة، سواء كانت الشكوى خطية أو هاتفية ليصار إلى معالجتها.
وكانت غرفة التجارة والصناعة في درعا دعت الفعاليات التجارية في المحافظة إلى إطلاق مبادرات لتخفيض الأسعار بمناسبة قدوم شهر رمضان، والمبادرة بالتبرع للجمعيات الخيرية المعتمدة سواء بالمواد العينية أو بالمبالغ النقدية للمساعدة في تخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة.