“همس الملائكة”.. مشروع لصناعة الشموع بيد شابة موهوبة لم يمنعها مرضها من الإبداع
اللاذقية- سراب علي:
تحاول أن تكون حاضرة في أي معرض يطلب مشاركتها فيه، فرغم وضعها الصحي الصعب والذي اعتادت عليه منذ صغرها، وإصابتها بمرض خلقي (النجف) أي الميلان في العمود الفقري، أبت الشابة الثلاثينية ابنة مدينة اللاذقية “علا قازان” ابنة الشهيد “عبد الرحمن قازان” إلا أن تشارك بالمعرض الذي يُقام حالياً في مدينة جبلة، عارضة منتجاتها من صناعة الشموع بأنواعها وأشكالها المختلفة على طاولتها أمامها، وبكل ثقة وإرادة وحب تجيب على أسئلة الزائرين.
وفي حديثها لـ”تشرين” تقول الشابة علا الموظفة في مؤسسة المياه : نقطة التحول في حياتي كانت استشهاد والدي، ولكن من شدة حزني وألمي على فراقه انتشلت لحظة دفعتني لأخرج النور الذي في قلبي، وعرفتُ قوتي من أجل أن أعيش مرحلة التصالح الحقيقية مع نفسي ومع العالم، وأقدم كل شيء بمحبة، وأضافت : اختارني الله أن أكون “علا” الفتاة المختلفة عن غيري بمرضي هذا ، ولكن هذا لم يبعدني عن حلمي ومتابعة دراستي في الجامعة في قسم علم الاجتماع.
ساعدني روحياً ومادياً
وعن مشروعها (همس الملائكة Angels whisper) الذي بدأته منذ عام واختارت اسمه بنفسها، أشارت إلى أنها عندما تتأمل نور كل شمعة تشعلها كانت على يقين أن الملائكة تكون معها، يمهدون طريقها لتعيش الجنة وهي على الأرض، هي التي عُرفت بحبها للشموع، كما دفعها فضولها لتعرف أكثر عنها وكيف تتم صناعتها، ومن منزلها بدأت العمل بمشروعها الذي حاولت من خلاله مساعدة نفسها روحياً ومادياً وليكون داعماً مادياً لعائلتها أيضاً.
و أضافت علا: بدأت بمتابعة قنوات يوتيوب خاصة بتعليم صنع الشمع وسجلت ملاحظاتي، كما تواصلت مع محترفين بهذا المجال، ولأجل ذلك خصصت جزءاً من راتبي لجمع رأس مال بسيط كبداية، وتابعت علا : انتقلت إلى مرحلة تأمين المواد الأولية للعمل بمشروعي، الذي صادفت في بدايته صعوبات، لأن المواد لم تكن حينها متوافرة في محافظتي، لكن الحمدلله بفضل أهلي وأصدقائي ومساعدتهم لي استطعنا أن نصل للمصدر بتأمين المواد، وأنشأت بعدها صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ونشرت صوراً لمنتجاتي، كما شاركت ببازار في الصيف الماضي، وهذه كانت أول مشاركة لي من هذا النوع، وكانت مثمرة جداً، وأعطتني دافعاً للاستمرار في مشروعي.
وأضافت : كل شمعة أصنعها هي جزء من روحي، أصنعها بكل طاقة وحب وأمل، وهذا ما أريده أن يصل إلى الأشخاص الذين يشترون منتجاتي.
ولفتت علا إلى الصعوبات التي تصادفها خاصةً في ظل ارتفاع الأسعار وعدم ثباتها، وتسويق القطع أيضاً، ولكن مساعدة أهلها و أصدقائها تخفف عنها.
ويبقى حلمي
وختمت علا بالقول: هناك طلبات من قِبل الناس وإعجاب بمنتجاتي، وعملي يتطور ويزداد الطلب عليه، وهذا يتطلب مني الاستمرارية وإيجاد الأفكار المميزة.
و اليوم أشارك بمعرض في مدينة جبلة، وأسعى لتكون منتجاتي في كل محافظة سورية، وحلمي أن يكون لي ورشة خاصة فيها جميع مستلزمات صناعة الشموع.
هذا وكان للعمل الإنساني مكانه عند علا، حيث عملت في مكتب لدعم أسر الشهداء لمدة سنتين ، ولتنمي قدراتها أكثر فأكثر اتبعت دورات في التصوير الفوتوغرافي، وكذلك (الكاريزما )في مجال التنمية البشرية التي علّمتها كيف تخطط لمشروع خاص فيها ويشبه شخصيتها، كما أن حبها للغة الإنكليزية واتباعها دورات عدة فيها جعلها محبوبة للكثير من الأطفال الذين بدأت بتدريسهم وتقويتهم باللغة الإنكليزية.