كيف نختار حروفنا العربية؟

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:

ويبقى الحرف هو سفير القلوب، فلننتقي حروفنا بدقّة ورقّة، لتكن أملاً لا ألماً، لتكن فرحاً لا وجعاً، أتفق مع هذا الكلام تماماً، فالكتابة هي وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار، وهي أيضاً وسيلة للتواصل مع الآخرين.
عندما نكتب ما نشعر به، فإننا نشارك الآخرين جزءاً من أنفسنا، نجعلهم يشعرون بما نشعر به، ونجعلهم يفهموننا بشكل أفضل.. وعندما نكتب ما نتمنى، فإننا نرسل رسائل إلى العالم نعبّر فيها عن رغباتنا وآمالنا، ونأمل أن يتم تحقيقها يوماً.. وعندما نكتب لأنفسنا، فإننا نقوم بتفريغ مشاعرنا وأفكارنا، نجعلها تخرج من صدورنا ونتخلّص من السلبية منها.
فالحرف هو بالفعل سفير القلوب، فهو يحمل مشاعرنا وأفكارنا إلى الآخرين، كذلك من المهم أن نختار حروفنا بعناية، وأن نحرص على أن تكون كلماتنا جميلة وهادفة، وأتفق أيضاً مع نصيحة «كن أملاً ولا تكن ألماً، كن فرحاً ولا تكن وجعاً»، فالكتابة لها تأثير كبير في الآخرين، لذلك من المهم أن نستخدمها لنشر الإيجابية والأمل والفرح.
إذاً لمن نكتب في هذا الزمن العربي الرديء؟
يجب أن نكتب بأقلام شريفة لا يجفّ منها الحبر، كتابات هادفة من أجل خدمة المجتمع العربي الذي بدأ يتشظى نتيجة الإرهاب والدعوات المسمومة التي وفدت إلينا من خارج الوطن العربي، كالشعوبية والشرق أوسطية التي ما فتئت تسعى إلى تمزيق أوصال الوطن العربي.
علينا أن نكتب في مجالات الحياة كلها لنعلن عن فجر عربي جديد يحارب القيم البالية التي لوّثت وجه الإنسان العربي، وفي الوقت نفسه يجب أن يتصف كتّابنا بالشجاعة الأدبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية لبناء جيل جديد مثقف وواعٍ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار