بدأ مشواره في عوالم الكتابة للمسرح.. زهير البقاعي: مسرح الطفل فيه عوالم باهرة جداً لكنه أيضاً مسرحٌ عقلانيٌ جد
تشرين- لقاء: لبنى شاكر:
ممثلٌ وكاتبٌ ومخرجٌ مسرحيٌّ؛ هكذا يُعرّف زهير البقاعي عن نفسه عادةً، ويبدو أن العودة إلى مسرح الكبار، حفّزته ليجمع المهام الثلاث مُجدداً في مسرحية “الرهان” والتي تُعرض هذه الأيام يومياً على خشبة القباني بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا، بعد سنواتٍ فضّل خلالها التوجّه إلى مسرح الطفل في معظم اشتغالاته، إلى جانب مشاركاتٍ مسرحيةٍ ودراميةٍ عديدة كممثل، من بينها مسرحية “موت موظف” للؤي شانا، “حفلة على الخازوق” لزيناتي قدسية، “السيرك الأوسط” لغزوان قهوجي، “أحلام الصعاليك” لمحمد الطيب، كما أخرج عرض مونودراما “شمة زعوط” لعدنان كنفاني، وفي الدراما التلفزيونية للموسم الأخير، حَضَرَ البقاعي في مجموعة لوحات تاريخية، تأليف وإخراج أحمد سلامة، ومسلسل “أبنائي أرجوكم”، تأليف رضوان شبلي، وإخراج يمان إبراهيم.
«الرهان» حكاية بسيطة تأخذ أبعاداً مُتعددة جوهرها الحب
حكاية بسيطة
بدأ البقاعي مشواره في عوالم الكتابة للمسرح بالتوازي مع نصه الأول “تمنوا لنا حظاً سعيداً”، والذي كتبه وأخرجه في طفولته، وكان فاتحة لأربع جوائز محلية، ومن ثم خاض تجربة التأليف في عشرات العروض، لكنه في مسرحية “الرهان” التي يُمثل فيها مع نجاة محمد ويارا مريم، يتكئ على نص “الدب” لتشيخوف، أحد روائع الأدب الروسي الكلاسيكي، مُستخدماً أسلوب السهل الممتنع، حتى إن الكوميديا التي يحملها العمل تميل باتجاه ما يُسمى “الفودفيل” وهو نوعٌ مسرحيٌّ هزلي، يجمع أشكالاً مختلفة من الفنون، وعلى ما يقوله البقاعي في حديثٍ إلى “تشرين”: “في التأليف والإخراج قدّمت حكاية بسيطة لكنها تأخذ أبعاداً متعددة، أحببت أن أقدم عرضاً فيه المتعة والبهجة بطريقة تُسعد الحضور، جوهره الحب الذي يحمينا في النكبات، ويُساعدنا لنستمر في الحياة، لذلك كان لا بد للحب أن ينتصر في نهاية المسرحية”.
في مسرحية «القطة شحرورة» قيمٌ عديدةٌ منها الوفاء والصدق وحب العمل
“القطة شحرورة”
مُؤخراً أيضاً شارك البقاعي في مهرجان ابن رشيق الدولي لمسرح الطفل في تونس، في مسرحية “القطة شحرورة” من كتابته وإخراجه، وتمثيل “عهد ديب، رشاد نجار، مادونا حنا، نور العلبي”، يقول عنها: “المسرحية تحمل قيماً عديدة منها الوفاء والصدق وحب العمل، إضافةً إلى حكايتها الممتعة والمُشوّقة، قدمناها بأسلوبٍ مُحببٍ للطفل بحيث تُلامس وجدانه وخياله وعقله”، أما عن سبب اختيارها للمُشاركة، يُضيف لـ “تشرين”: “السبب أهميتها والاشتغال عليها بحرفية عالية على كافة الصعد، من الناحية البصرية للمَشاهد والحركة المدروسة للممثلين إلى الحوار البسيط والواضح، ولا بد من الإشارة إلى أهمية هذا المهرجان وتاريخه الغني لذلك كان من الضروري بالنسبة لي اختيار مسرحيةٍ تستطيع أن تُثبت جدارتها وقيمتها، كنموذجٍ احترافي للمسرح السوري المتميز، علماً أننا كنا أول وفدٍ سوريٍّ يُشارك بعمل فني بعد سنوات من الحصار في تونس، وحصلنا على شهادات في المراكز الأولى إخراجاً وتمثيلاً”.
مسرح الطفل
يهتم البقاعي بالشخصية “اللاعبة” بالمعنى التركيبي لمفردة اللعب، أي أنها تختبر لحظاتٍ ومشاعر مختلفة كالغضب والفرح وغيرها، على ألّا يكون هناك أي ابتذال أو إسفاف يمكن أن يصل الطفل ويحفظه في ذاكرته، مع الحرص كذلك على وجود لغة تفاهم بين المخرج والممثل. مُضيفاً أيضاً: “مسرح الطفل فيه عوالم باهرة جداً، يُنمّي الوجدان ويشكّل ذائقة الجمال، وهو أيضاً مسرحٌ عقلانيٌ جداً ومدروسٌ ليناسب المراحل العمرية المُستهدفة في كل عرض، وهو يحمل قيماً عليا، يأتي الإشكال عادة في كيفية تقديمها، بالتأكيد لا يجب أن يكون هذا بطريقة مباشرة أو تلقينية أو وعظية بل بأسلوب درامي يدخل وجدان وعقل الطفل ليصبح أكثر نبلاً”، من هنا يرى البقاعي إن مُشاركته في مهرجان ابن رشيق دلالةٌ على محاولاته واجتهاده الدائم لتطوير أدواته الفنية والفكرية، وفي نفس الوقت زادت من حجم مسؤوليته تجاه المسرح وما يُقدم للطفل العربي، وهو صاحب رصيد كبير ومُنوّع في مسرح الطفل، منه مشاركته في مسرحية “رحلة الحظ”، تأليف نور الدين الهاشمي، وإخراج عبد السلام بدوي، ومسرحية “شموسة” تمثيلاً وكتابة وإخراجاً وهي تحكي عن الصراع بين النور والعتمة، في حدوتة بسيطة فيها شيء من الخيال وكثير من الكوميديا المبالغ بها بشكل مدروس، كما شارك مع المخرجة سوزان الصالح في مسرحية “أميرة البحار السبعة”.