«العين الحمراء» في الصور دليل صحة الشبكية وسلامتها

تشرين:
ظاهرة العين الحمراء في الصور الفوتوغرافية، التي غالباً ما يُنظر إليها على أنها مصدر إزعاج، تشير في الواقع إلى وجود جسم يعمل بشكل جيد، كما تشير إلى صحة العين ووظيفتها الطبيعية.
وتحدث تلك الظاهرة العلمية للعين، عند تعرضها لتصوير فوتوغرافي في الظلام، مع استخدام الفلاش، حيث يضيء فلاش الكاميرا الأوعية الدموية في العين، ما يوضح صحتها.
ومن المعروف أن العين بإمكانها أن تتكيف مع أحوال الإضاءة باختلافاتها، حيث يتقلص بؤبؤ العين أو يتوسع حسب كميات الضوء التي تصل إليه، وهو ما يؤدي في تلك الحالة إلى ظهور العين حمراء، وفي لحظة اقتحام الضوء للعين لا يصبح بإمكان البؤبؤ أن يتقلص ليمنع حدوث ظاهرة العين الحمراء، التي يكشف من خلالها عن اللون الخاص بأوعية الدم الحمراء، والخاصة بغلاف العين المشيمي المسؤول عن تغذية شبكية العين.
من هنا يتبين أن اللون الأحمر الذي يظهر في الصور الفوتوغرافية، التي يتم التقاطها بالظلام، هو لون الأوعية الدموية للعين، التي تظهر بوضوح أكثر لدى الأطفال الصغار، نظراً للقدرات الأعلى لأعينهم، والخاصة بإمكانية التكيف مع الظلام الدامس.
ووفقاً للأكاديمية الأميركية لطب العيون، فإن المنعكس الأحمر الذي لوحظ أثناء التصوير بالفلاش يشير إلى أن شبكية العين سليمة وصحية، وتعمل بشكل طبيعي، قائلة: لا توفر هذه الرؤية الطمأنينة بشأن الحالة الجسدية للعين فحسب، بل تفتح أيضاً نافذة لاكتشاف حالات العين الشائعة.
وتشير الأكاديمية إلى أنه في الحالات التي لا تتحول فيها عينا الشخص إلى اللون الأحمر في الصور، يمكن أن تشير إلى حالات مثل الحول، وهي مشكلة بسيطة حيث تشير العين في اتجاهات مختلفة، والتي تظهر عادة عند الأطفال الصغار.
ونقل موقع ” boldsky” عن الأكاديمية الأميركية لطب العيون قولها: إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن غياب العين الحمراء يمكن أن يشير إلى «ورم أرومي الشبكي»، وهو سرطان نادر في العين لدى الأطفال، وتؤثر هذه الحالة التي قد تكون قاتلة في قدرة شبكية العين على إرسال إشارات الرؤية إلى الدماغ.
ويلعب الاكتشاف المبكر دوراً حاسماً في علاج الورم الأرومي الشبكي بشكل فعال، حيث يتم علاج معظم الحالات بنجاح عند اكتشافها مبكراً، ويتم تشجيع الآباء والأوصياء على التقاط العديد من الصور لرصد أي تغييرات أو تشوهات في عيون الأطفال.
ويمكن أن يشير الانعكاس غير المعتاد باللون الأبيض أو الأصفر أو الأسود في حدقة العين إلى حالات خطرة مثل ورم أرومي الشبكي أو إعتام عدسة العين أو انفصال الشبكية، وفي مثل هذه الحالات من الضروري طلب استشارة فورية من اختصاصي العيون أو الطبيب.
وتضيف الأكاديمية: في حين أن تأثير العين الحمراء في الصور الفوتوغرافية قد يكون مزعجاً، إلا أنه بمنزلة أداة بسيطة وفعالة لمراقبة صحة العين، حيث إنه يطمئن المشاهد على الحالة الصحية من دون عائق لشبكية العين عندما تظهر كلتا العينين منعكساً أحمر، وعلى العكس من ذلك، فإن غياب هذا التأثير أو وجود انعكاسات غير طبيعية ينبغي أن يدفع إلى مزيد من التحقيق، وتؤكد أهمية هذه النتائج أهمية إجراء فحوصات منتظمة للعين والالتزام بالمؤشرات الصحية الموجودة في الصور اليومية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار